الجنائن المعلقة … أحدى عجائب الدنيا السبعة

الكاتب: وردااسحاق
الجنائن المعلقة .. أحدى عجائب الدنيا السبعة

الجنائن المعلقة المشيّدة على أرض الرافدين ، هي أحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم . و تلك العجائب السبعة هي ( هرم خوفو ، الجنائن المعلقة ، تمثال زورس ، هيكل أرتميس ، ضريح موسولرس ، أبولو رودس ، منارة الأسكندرية ) .
الجنائن المعلقة كان لها شكل جميل وتصميم رائع لحدائق مبنية بشكل معلق فوق بعضها ، وحصنت بسور قوي عرضه 7 أمتار . أما أرتفاع هذه الحدائق المعلقة فكان 100 م ،وللأرتقاء من طابق الى آخر فكان بواسطة سلالم رخامية يدعمها صفوف من الأقواس الرخامية أيضاً . تم تصميم أحواض حجرية كبيرة لزراعة أنواع مختلفة من الأزهار ونباتات الزينة بأنواعها المتعددة . الطابق العلوي كان يحتوي على فسيقات تمد بمياه نهر الفرات ومنه ينزل المياه الى حدائق الطبقات الأخرى .
قديماً أعتبرت هذه الحدائق الجميلة المعلقة أحدى عجائب الدنيا والتي شيّدها الملك البابلي نبوخذنصر الثاني لزوجته الملكة التي كانت أبنة أحد قادة الجيوش المتحالفة معه وكانت ميدونية من بلاد فارس الجبلية . لهذا كانت لا تطيق العيش في الأراضي المنبسطة في بابل هذا ما دفع الملك نبوخذنصر الى بناء هذا الصرح العظيم لها على شكل منظر جبلي جميل مبني فوق تلال مصطنعة لكي يتطبع مزاج الملكة مع الأرض الجديدة .
   أما عن أسباب أستحقاق تسمية هذا المشروع بأحدى عجائب الدنيا فكان يعود الى طريقة البناء والى الطريقة الفريدة في نقل الماء من مجرى نهر الفرات الى أعلى قمة بطريقة طبيعية . فهناك من يقول بأن الماء كان يدفع الى الأعلى بواسطة النواعير التي كانت تدار بسواعد العبيد . لكن هذه الطريقة الكلاسيكية ليست أعجوبة ، لهذا يظن البعض بوجود طريقة مبتكرة علمية استخدمت لدفع المياه من النهر الى أعلى قمة في تلك الجنائن المعلقة . لهذا يُعتَقد بأن العلماء القدامى في ذلك العصر ابتكروا لولباً يشبه اللولب المائي الذي اخترعه عالم الرياضيات الأغريقي أرخميدس وبتلك الطريقة استطاعوا سقي تلك الحدائق العالية بالمياه والتي كانت تحتاج الى 300 طن من الماء يومياً .
   لم تكن الجنائن المعلقة وحدها أعجوبة في بابل ، بل أسوارمدينة بابل أيضاً ومسلة سمير أميس التي كانت تعتبر أعجوبة مدينة بابل .
   كُتِبِ عن جنائن بابل كُتّاب كثيرون أغريق ويونانيون ورومان والكاتب المؤرخ والفلكي الراهب البابلي برعوثا الذي كان يعبد الأله مردوخ في القرن الرابع ق.م كما يوجد خمس مؤرخين قدامى وصفوا حجم تلك الحدائق المعلقة وأسباب تشييدها والنظام المتبع لري حدائقها الجميلة المعلقة والنباتات والزهور والأشجار الغريبة التي نقلت الى أرضها من بلدان أخرى .
نظام رفع المياه الى أعلى قمة أصبح لغزاً وسراً حيّرَ العلماء والمفسرين على مدى التاريخ . فهل كان النقل بطريقة الدلو من أناء الى آخر أعلى منه ؟ أو عن طريق رافعة خشبية في نهايتها دلو يرفع الى خشبة أخرى يصب في دلوها الماء من الرافعة الأولى والتي كانت تسمى بالشادوف أم كان لديهم طريقة علمية مبتكرة لم يكشف سرها ؟ أعلن الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بدفع جائزة ثمينة لكل عالِم يقدم طريقة لرفع المياه بعلو أرتفاع الجنائن المعلقة بطريقة طبيعية لا تدخل فيها الآلة الحديثة ، لكن لم يسطتيع أحداً بأبتكار طريقة لرفع المياه الى علو 100 متر بطريقة طبيعية .
في الختام نقول : الكتاب المقدس لم يذكر شيئاً عن هذا العمل . كذلك لم تنقل لنا الكتابات السومرية والبابلية شيئاً عن هذا العمل . ولم يعثر المنقبون عن مكان هذه الجنائن ، ولا أثراً لها . ولم يصف الباب*لي*ون شيئاً في مسلاتهم وكتاباتهم عن هذا العمل العظيم بل أنه مجرد خبر تناقل عبر الأجيال وسجل المؤرخون تلك القصص المنقولة . أم نقول هل المنقبون الأثريون لم يصلوا الى الأرض التي شُيّدَت عليها تلك الجنائن والتي كانت مطلة على نهر الفرات ؟
   والغريب في قصة الجنائن المعلقة ، في نينوى أكتشفت أبنية رائعة عليها منحوتات للجنائن المعلقة تعود لعهد الملك سنحاريب الذي كان مهندساً قديراً صمم أعمالاً كثيرة ومنها الجنائن المعلقة . فهل جنائن المعلقة كانت في بابل أم نينوى ، أم كانت هناك جنائن كثيرة شُيّدَت في مناطق مختلفة ؟ وهل أرض نينوى التي تكثر فيها المرتفعات تحتاج الى بناء مثل هذا العمل لزوجة الملك ؟ شاهد وأسمع الى محتويات هذا الفيديو :

 
وهكذا تراب بلاد ما بين النهرين يحتضن أسراراً كثيرة تنتظر معاول اللأثريين لكي يقرأون للأجيال أسراراً جديدة تعبر عن حضارة وتاريخ بلاد الرافدين .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
ونزرد – كندا
 
 ..