التنصل من المسؤولية دليل اللاوطنية

الكاتب: حسام صفاء
التنصل من المسؤولية دليل اللاوطنية
أثبتت الأيام ان السياسيين ورجال الدين المتنفذين هم فاسدون مفسدون وليس لهم ولاء لوطنهم ، وأظن من حق البعض أن يتساءل ، لو ترك رجال الدين اليوم السياسة هل سيصلح شأن العراق ؟ ، ولو انتقل العراق إلى دولة دينية هل سيصلح شأنه ؟ ، البعض يجيب بلا وألف لا ويعلل ذلك بكون الطرفين رجال السياسة والدين ما هما إلا منافقين وغير أكفاء وباحثين للسلطة والجاه ، فإذا بقي الشعب غائبا عن الوعي أو متساهلا في المطالبة بحقوقه المشروعة أو مؤيدا لجهات وأحزاب غير مؤهلة لقيادة البلد  ففي هذه الحالة لا نتصور إلا حكما ديكتاتوريا أو حكما فوضويا فاسدا ..
المتنفذون اليوم في العراق سواء كانوا مرجعية دينية او سياسية او اجتماعية أو غيرها لو كانوا ناظرين للمصلحة العليا للعراق وشعبه المظلوم لما استخفوا بمشاعر العراقيين ولما تركوهم ينزفون الدماء وهم يتصارعون فيما بينهم من اجل مصالحهم الضيقة ولما صادر البعض حريات المواطن كما فعلت المرجعية الدينية ( لما تمتلكه من نفوذ وتقديس عند البعض حيث يعتبر عدم الأخذ برأيها خروجا عن الدين) وقيدت حرية المواطن في الانتخاب من خلال تأكيدها مراراً وتكراراً على انتخاب جهات معينة ولائها ليس للعراق ..
ومن يقل أن المرجعية الدينية صاحبت النفوذ لم تكن تؤكد على انتخاب قائمة معينة بل كانت تقول وتؤكد على أنها تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم الانتخابية فهذا الأمر اشد خطرا من الدعوة لقائمة معينة فكيف يصح من جهة دينية تدعي العدل والإنصاف والوقوف مع الشعب العراقي ، كيف يصح ان تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم ونحن نعلم ان من بين هذه القوائم المفسد والمصلح والعميل والوطني و .. ؟؟ وعلى كل حال فهذه خيانة للشعب والوطن والأمانة ، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى وفيما يخص الشعب العراقي فكذلك تقع على عاتقه مسؤولية كشف المفسدين والخائنين والمنافقين والسارقين والظالمين الذين تسلقوا وتسلطوا على الرقاب والثروات طوال هذه السنين بدعاوى وشعارات باطلة وبوسائل مخادعة كثيرة سواء أكان ذلك باسم الدين او الوطنية او غير ذلك فكشف هؤلاء المفسدين هو احد الوسائل التي من خلالها نستطيع ان نخدم العراق وأهله وإلا فلا يصح ان يرمي أحدنا بالمسؤولية كاملة على بعض الجهات ، بل المسؤولية مقسمة على الجميع كل حسب قدره فكما ننتقد بعض الجهات الدينية كذلك ننتقد السياسية والاجتماعية والإعلامية منها بالإضافة الى الشعب نفسه فهو ملزم بالانتباه والالتفات الى المخادعين والمتاجرين بشعارات الوطنية والولاء للعراق وعليه تقع مسؤولية كشف هؤلاء ..
فمثلا يظهر المتحدث باسم التيار الصدري صلاح العبيدي على قناة البغدادية وهو ينقل رأي كتلته بقاء القوات المحتلة حيث قال : ” في حال موافقة الأكثرية على بقاء الاحتلال نحن مع الأكثرية !! ”
وهذا يكشف لنا ولكل عاقل التنصل الواضح من المسؤولية من قبل العملاء الذين قبّلوا يد أمير قطر من اجل بقاء القوات المحتلة في العراق ومع كل هذا يدّعون الوطنية ويقولون الحكومة عميلة ونحن حرب مع العملاء ولا نقبل بأي طرف يقبل ببقاء المحتل !!
 فالملاحظ ان أي قرار خطر ومصيري يتنصلون منه ويقولون نحن مع الأغلبية ، إذا الأغلبية وافقت عليه فنحن معهم !! وهذه عمالة وخيانة واضحة فإذا انتم تعتبرون أنفسكم الجهة الوطنية والآخرين عملاء فلماذا تكونون مع رأي الأغلبية العملاء ؟؟ وهنا يتضح زيف منهجكم علنا ، ولا اعلم ما هو الفرق بينكم وبين الآخرين ؟؟!! 
مقتدى بعد أن وجه دعوة إلى الاستعراض عقب تهديده ، في التاسع من نيسان الماضي، برفع التجميد عن جيش المهدي في حال عدم خروج “المحتل”، فضلاً عن دعوته إلى اعتصام مفتوح ومقاومة عسكرية للمطالبة بانسحاب الجيش الأميركي من البلاد ويقول سيكون الرد غير متوقع فيما لو قبلت الحكومة بتمديد بقاء القوات المحتلة !! فهل هذا هو غير المتوقع ؟؟ انك تقول نحن مع الأغلبية ، او أنهم أعطوك كم منصب ومطلب وقبلت ؟؟  هل تقصد بالرد غير المتوقع الموافقة على البقاء ؟ فأي وطنية تتحدثون عنها وماذا حصلنا من وطنيتكم التي دائما مع الأغلبية الباطلة البائعة للدين والوطن ؟؟
حسام صفاء الذهبي
 
..