مقالات دينية

الشك خطيئة وعدو الأيمان

الكاتب: وردا اسحاق

 

الشك خطيئة وعدو الأيمان

بقلم / وردا أسحاق عيسى

وندزر – كندا

” لماذا شككت يا قليل الأيمان ؟ )  “مت 31:14 )

المؤمن بالمسيح المخلص يجب أن يثق بكلامه الثابت الى الأبد ، لهذا قال ( السماء والأرض تزولان وكلامي لا يزول ) ” مت 30: 24″ ، فلماذا يرتاب أيماننا ونشك بأقوال الرب المدونة لنا على صفحات أنجيله المقدس . الأيمان هو كنزنا وبداية حياتنا الروحية نحو الخلاص وبعده ننطلق في طريق الحياة المؤدي الى الحياة الأبدية فنحصل على فضائل أخرى . فمن له الأيمان بالمصلوب سيحيا ، فالأيمان هو أكثر من مجرد عقيدة ، بل هو حياة نعيشها بأمان وثقة ، وكما تؤكد لنا الآية ( أن البار بالأيمان يحيا ) صيغت هذه الآية خمس مرات ( طالع حب 4:2 ، يو 36:3 ، رو 21:3 ، غل 11:3 ، عب 38:10 ) إذاً الأيمان هو الثقة بأن ما نرجوه من الله يتحقق لنا ، لهذا قال يسوع لنا ( لو كان لديكم أيمان بقدر حبة خردل لكنتم تقولون لهذا الجبل انتقل من هنا الى هناك فينتقل ) ” مت 20:17 ” . الأيمان إذاً هو السلاح المجرب الذي نستخدمه لمقاومة خطط الأبليس في حياتنا الزمنية ، وبه غلب آبائنا عدو الخير وقاوموه راسخين في الأيمان ، فعلينا أن نحفظ الآيات التي تعلمنا الأيمان الحقيقي لكي نصبح أبطالاً موهوبين مستعدين لمقاومة التجارب في حياتنا . الرب حثنا الى الأيمان المجرد من الشكوك ، وكاتب رسالة العبرانيين خصص أصحاحاً كاملاً وهو الحادي عشر عن الأيمان ، كذلك أنذرنا قائلاً ( وذلك حتى لا تتكاسلوا ، بل تقتدوا بالذين يرثون ما وعد الله به ، عن طريق الأيمان والصبر ) ” عب 12:6 ” .

عرف الأبليس أهمية الأيمان وقدرته للخلاص لهذا صاغ منذ البدء سلاحاً مضاداً لمقاومته ، وهو سلاح الشك بالأيمان ، فالشك هو عدو الأيمان وبه حارب الأبوين عن طريق حواء فأقترب منها لكي يدخل معها في حديث هادىء وكأنه صديقاً وفياً يبحث عن مصلحتها فقال لها ( أحقاً أمركما الله ألا تأكلا من جميع شجر الجنة ؟ ) ” تك 1:3 ” .لم تكن حواء البريئة في حينها تعرف الخطيئة ومنها الكذب ، علماً بأن في كلام الأبليس سلاح مزدوج ، الأول لكي يقاوم به كلمة الله وصدقه الذي أمرهم بعدم تناول من ثمر شجرة معرفة الخير والشر فقط . أظهر المجرب صورة الله لحواء كأنه قاسي وظالم ولا يريد مصلحة الأنسان . فلما ردت حواء بأنه منعنا وظناً منها بأن الأبليس هو صادق في كلامه ومحب ومح*بو-ب ويبحث عن مصلحتها ، وهكذا جائها بسلاح ثاني وهو الكذب لكي يضيفه على ما زرعه في ذهنها من الشك فقال لها ( لن تموتا ) . أنها أول أكذوبة في التاريخ حطمت الجنس البشري كله أبتداءً من آدم وحواء الى آخر أنسان يولد قبل القيامة ، تسللت تلك الخطيئة الى كل مولود بسبب خطيئة الكذب والخداع ، لهذا قال الرب يسوع لليهود في قوله عن الشيطان بأنه ( كذاب وأبو الكذاب ) لأن الشيطان كان قاتلاً للبشر منذ البداية ” يو 44:8″ .

تجرع الشيطان الذي لا يمل ولا يخجل من الفشل بأن يستخدم سلاح الشك ضد المسيح في تجارب له في البرية فقال له ( أن كنت أبن الله فقل لهذه الحجارة أن تصير خبزاً ) وفي التجربة الثانية  ( إن كنت أبن الله فأطرح نفسك إلى الأسفل .. ) ” مت 4: 3،6 ” . فرد عليه الرب يسوع برد حاسم ومن آيات الكتاب المقدس فجعله يرتد خائباً وفاشلاً ومذلولاً ، فتركه إلى حين . الشيطان الذي لا يعرف الخجل تجرأ بكل بجاحة لكي يزرع الشك في المسيح نفسه في بنوته للآب ، وهو الذي سمع صوت الآب السماوي مرتان في المعمودية وعلى جبل التجلي قائلاً ( هذا هو أبني الحبيب ) فهذا الذي حاول زرع الشك في المسيح الخالق ، فعلينا أن لا نستغرب بأن الشيطان يحاول دائماً أن يزرع فينا الشك من أجل أضعاف أيماننا في وجود الله وبكلامه ووصاياه ، لهذا أكد لنا الرب يسوع بأن الأيمان هو قوتنا لكي لا نفرط به أو نساومه في كل الأموال وفي كل الظروف لأن الشك هو عدونا الأكبر .

الأبليس يطوّر سلاح الشك بمرور الزمن لكي تتلائم أسلحته الموجهة ضد الأيمان بكلمة الله ، وكما أن أسلحة الحروب وخطتها تتطور بمرور الزمن ، هكذا صار الشيطان يطوّر أسلحته ضدنا ، فعلينا أن ندرس آخر أختراعاته وفنونه القتالية في موضوع الشك لكي نواجهها ، لأننا وكما قال الرسول بولس لا نجهل أفكاره ( 2 قو 11:2 ” .

في هذا العصر زادت أنواع وأبتكارات الأبليس في تشكيك المؤمنين بأيمانهم بسبب أكاذيب الشيطان المتكررة والحديثة التي يضعها تحت مظلة العلم والسياسة والأختراعات الفنية المستخدمة حتى من قبل الأطفال والمراهقين والتي تدفعهم الى مشاهدة الخطيئة وممارستها وبأسهل الطرق فيزرع الشك في أيمانهم ويبدأون بالأبتعاد عن الأيمان وخاصة الذين يعيشون بأيمان ضعيف ومعرفة سطحية عن الكتاب المقدس ووصايا الله والكنيسة فينال منهم ويسقطهم في شباكه . أما الذي يعلم أقوال الرب وبنبؤات الأنبياء والمرسلين في العهد القديم ورسائل رسل الرب فسيقاوم التجارب بسهولة لأنه مؤمن بتلك الأقوال الصادقة المدونة بمشيئة الله وكما قال الرسول بطرس عنها ( لم تأت نبوة قط بمشيئة أنسان أو من تفسير خاص ، ولكن تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس ) ” 2بط 21:1 ” .

فكل من يشعر بأن الشيطان يدفعه الى الشك عليه أن يرجع الى أقوال الأنبياء والتي هي أقوى دليل تقاوم الشكوك وتؤيد وتدعم الأيمان ، لهذا يقول الكتاب ( كما كلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر ) ” لو 1: 68-70 ” . أضافة الى أقوال الرب يسوع ورسله الأطهار في العهد الجديد التي تزيل كل الشكوك وتقوي الأيمان وتحطم كل سهام الشك التي يرميها العدو على المؤمنين بالرب يسوع  وبكلامه الصادق الذي يقودنا الى الخلاص والحياة الأبدية .

ولربنا يسوع المجد دائماً

 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!