التحية عند السورايي

الكاتب: مسعود هرمز
التحية عند السورايي
    يتبادل أبناء شعبنا العزيز الناطقين بالسورث التحية باستمرار مثل الشعوب الأخرى وفي أوقات مختلفة من النهار والليل ، ومن التحيات الشائعة العامة ” شلاما عمخون ” أو شلاما أمّوخِنْ وأحياناً شلاما الّوخِنْ بصيغة الجمع أو المُثنى أما للمفرد فتكون شلاما إمّوخ أو شلاما إلوخ للمذكر وشلاما إمّخ أو شلاما إلّخْ للمؤنث ، هذه التحية لها ما يُقابلها باللغة العربية وهي السلام عليكم ، باعتقادي أن هذه التحية قد ورثتها الأجيال من الأيمان المسيحي لأنها تتكرر في آيات كثيرة من الكتاب المقدس منها مثلاً في انجيل لوقا يقول الملاك الى أمنا مريم العذراء ” السلامُ عليكِ ، يا مَنْ أنعَمَ الله عليها ، الرّبُّ معَكِ ” ، يقول الأنجيل أضطربت مريم وقالت في نفسها ” ما مَعنى هذهِ التحية ؟ ” لقد أنتقلت مثل هذه التحية وغيرها وأصبحت فقرة مهمة ومتكررة في القداس لمُختلف الطوائف المسيحية حيث يقول القس ” شلاما عَمْخون ” ويأتيه الجواب من الشماس أو الشعب ” وعمْاخ وعَمْ روحاخ ” وترجمتها ” السلام معكم ” والجواب ” مَعَكَ ومع روحك ” ، ومن الملاحظ أيضاً في الطقوس الكنسية مناداة الشماس بصوت عالٍ بقولهِ ” شلاما عَمّنْ ” أي السلامُ معنا وهذه الفقرة تتكرر كثيراً في القداس كالسابقة التي يقولها رجال الدين .
أما التحيات الخاصة فهي كما يُمارسها الشعب يومياً ، منها الصباحية ” قَدَمْتوخ بريختا ” بمعنى صباح الخير للمفرد المذكر و “قَدمتوخن بريختا ” بمعنى صباح الخير للمثنى و للجمع المذكر والمؤنث وهناك تحية مسائية ” رمشوخ بريختا ” بمعنى مساء الخير أو مساءك سعيد للمفرد و ” رمشوخن بريختا ” بمعنى مساء الخير أو مساءكم سعيد للمثنى و للجمع المذكر والمؤنث . أما للمفرد المؤنث فتكون على التوالي ” قَدَمْتَخْ بريختا ” ، رَمشَخْ بريختا ، والتي ترجمتها بالعربية على التوالي : صباحكِ سعيد ، ، مساءكِ سعيد. أحياناً يتبادل الشخص التحية بفرح وسرور عند قدوم شخص آخر عزيز بالصوت ” بشينا ، بشينا وبشلاما ” أي بالعربية ” بالهدوء والسلام  ” وبعدها تبدأ المصافحة والعناق وتبادل الحديث عن الصحة والأحوال ومن ثم الجلوس والترحاب بالقادم بالقول ” بشينا ثيلوخ ” والتي تعني بسلام أتيت ” أو بسلام قدِمْت ” ويكون الجواب ” بشينا كيانوخ ” والتي تعني بالعربية ” بهدوء نفسِكَ ” ، أما إذا كانت هناك مجموعة قادمة فيكون الترحاب بهم ” بشينا ثيلوخن ” ومعناها ” بالسلام قدِمتُم ” أو بالسلام أتيتُمْ ” . نستطيع القول أن العبارة ” بشينا وبشلاما ” يُمكِن ترجمتها بِ ” أهلاً وسهلاً ” عند الغير . أما عند المُغادرة فتكون التحيات بحسب الأشخاص الجالسون أو المغادرون فإذا كان الجالس مفردا مذكراً أو مؤنثاً والمغادر مفرداً مذكراً أو مؤنثاً فيقول المغادر الى الأخر ” بوش بشلاما ” أي بالعربية لتبقى بسلام أو ابقى بسلام ، أما إذا كان الجالسون أثنان أو أكثر من الذكور أو الأناث والمغادر واحدا أو أكثر فيقول للجالسين ” بوشن بشلاما ” أو أحياناً ” بوشن بشينا ” وترجمتها للعربية أبقوا بسلام أو لتبقوا بسلام أو لتبقوا بهدوء أو أبقوا بهدوء ، أما ما يُجيبه الجالس أو الجالسين فيكون  “ألاها منوخ أو ألاها منوخن ” ، بالعربية ” الله معك للمفرد والله معكم للجمع . أعتقد أن تحية المغادرة أيضاً لها علاقة بالكتاب المقدس حيث نلاحظ بأن الرب يسوع عندما أراد مُغادرة التلاميذ في انجيل يوحنا 14 : 27 قال ” سلاماً أترُك لكُم ، وسلامي أعطيكُم ، لا كما يعطيه العالمُ أعطيكُم أنا ، فلا تضطرب قلوبُكُم ولا تفزَعْ ” ، من هنا فأن تحية المغادرة هي بالسلام ” شلاما ” .
يقول القديس بولس الرسول في رسالته الثانية الى أهل تسالونيكي ” السلام بيدي أنا بولس ، الذي هو علامة في كل رسالة ، هكذا أنا أكتُبْ . ” وهناك في  سفر القضاة 6: 23 ” فقال له الرب ” السلام لكَ ، لا تَخَفْ ، لا تموتْ ” . ومن هذهِ الآيات نستنتج بأن علامة السلام التي نبدأ بها دائماً وعلامة السلام عند المغادرة والرحيل هي المُفضلّة ولا ننسى بوجود بعض اللهجات الأخرى المُتداولة بين أبناء شعبنا قد تختلف بسيطاً عما ذكرته أعلاه من منطقة الى أخرى .
هناك تحيات يُؤمن بها البعض ويتداولونها فيما بينهم منها ، تحية مسيحية ، تحية اسلامية ، تحية عربية ، تحية تركمانية ، تحية آشورية ، تحية كلدانية ، تحية فارسية وغيرها الكثير ، تُنسب قسم من هذهِ التحيات الى الديانة أو المعتقد والقسم الآخر الى الشعب أو القومية أو مجموعة شعوب ، أحياناً يكون من غير اللائق المُخاطبة بالتحية القومية أو بالتحية التي تخص شعب دون غيره وخاصة عند مُخاطبة الأفراد من شعوب مختلفة ، ولذلك يتم اللجوء الى العبارة المتداولة في أغلب البلدان بِ ” عزيزي فلان ” .
 أما التحية في المُجتمع الأسلامي فهي كما نعلم السلام عليكم التي هي التحية الرئيسية المتداولة بين المسلمين بعضهم مع البعض ومعهم ومع الغير أيضاً وعندهم تُعتبر كلمة السلام من أسماء الله الحُسنى ، وهناك أنواع أخرى مثل مرحبا والتي يُمكن أن تُقال في أي وقت وصباح الخير ومساء الخير للأوقات صباحاً ومساءً وهناك تحيات أخرى تقال عند قدوم الشخص كما هي عندنا نحن المسيحيين فمثلاً ينهض الشخص لأستقبال القادم بالترحيب ويبدأ بالقول : ياهلا ويامرحبا ، الف هلا بيك ويبدأ العناق أو المصافحة ومن ثم الجلوس لتبدأ كلمة الله بالخير والتي تختلف عما نقوله نحن قليلاً كما لاحظنا أعلاه .
من العادات المتوارثة في التحية والسلام أن يقوم القادم باداء التحية دائماً وعندما يكون الأشخاص متقابلين في الطريق يقوم الصغير باداء التحية على الأكبر منه وإذا كنت هناك مجموعة في الطريق وقابلها شخص آخر في السير من الأتجاه الآخر فيجب أن يؤدي التحية الشخص المفرد على المجموعة المقابلة له ، أما إذا تقابَل شخصان في الطريق وكان أحدهم رجل دين أو مسؤول فيجب على الشخص الذي ليس له أية رتبة دينية أو مسؤولية باداء التحية على الأخر احتراماً لهُ .
هناك تحية نستطيع أن نُسميها أعتبارية وهي انحناء الرأس ومُقدمة الصدر أمام الزائر ومن ثم وضع كف اليد اليُمنى على الصدر للترحيب بالقادم  وهناك تحية برفع اليد اليُمنى احياناً إذا كان الشخصان مُتباعدان أو بالسيارة والى غير ذلك .
في مواسم الأعياد تتكرر عندنا تحيات مختلفة منها : أيذوخ بريخا ، أيذَخ بريخا ، شاتوخ بريختا ، شاتَخْ بريختا ، شاتوخنْ بريختا ، أيذوخِنْ بريخا ، هويلي مارَنْ ، قمْلي مارن ، شوحا لشمّيح ، والجواب يكون آيت أيذوخ بريخا أو آيَتْ أيذاخ بريخا أو أختون أيذوخن بريخا وهكذا أو  مشيحا مبارخلوخْ ، مشيحا مبارِخْلَخْ ، مشيحا مبارِخلوخِنْ ،
في موسم ميلاد الرب يسوع نقول للجميع أيذوخِنْ بريخا وشاتوخِنْ بريخْتا ، هويلي مارَنْ ، شوحا لشِمّيحْ عيداً سعيداً وسنة مُباركة للجميع .
مسعود هرمز النوفلي
17/12/2009..