مقالات عامة

تتمة كيف كانت حياة ابائنا واجدادنا في الخمسينات القرن الماضي

الكاتب: اسحق بفرو
توقفنا في القسم الماضي عند نقل المحاصيل اي القرشا الى البيادر واثناء النقل كانت فتيات مانكيش الجميلات يذهبن الى البيادرلجمع بعض من قصب  الحنطة والتي تسمى محليا قصالا وذلك لعمل منه بثرياثا دقصالا وكن يبدعن في صناعتها حيث كن يلون القصب بالوان عديدة ويبرزن مواهب عالية في عملهن بعمل اشكال مختلفة من الصلبان وزخارف هندسية الجميلة ويعملن احجام مختلفة منها وكانت تستخدم في تقديم الطعام للضيوف وتنقيع الخبز الصباح وحمل الطعام  الى مختلف الاماكن بامناسبات السعيدة والمحزنة .
اما الرجال فكانوا يستعدون لعملية الدوارا وذلك في منتصف تموز الحار جدا وذلك بجمع المحصول بوسط البيدر في كومة كبيرة ويضعون عمود خشبي طويل مربوط بحلقة في العمود وباحد الحيوانات من الطرف الاخرليسهل وينظم عملية الدوران حول الكومة الكبيرة يضعون كمية من القرشا حول الكومة وبعد انتهاء من التحضيرات تبدأ عملية الدوارا بجنجر اي كيكرا كما يسمى محليا. والكيكرا هو  آلة خشبية مزركشة ببسامير كبيرة جدا تشبه سيارة فكس واكن الصغيرة – الركة – كما تسمى ويتكون من خشبيتن عموديتن متوازيتين مربوطتين بالبعض بعجلتين مدورتين مخروزة بلوحات حديدة حادة نوعا ما بمختلف الاتجاهات  لتتم عملية الدوارا اما في القمة فيوجد مكان لجلوس شخص اوشخصين ليقود ويراقب العملية وثم بثقله يساعد على اتمام العمل .
ويتم الدوارا بسحب الكيكرا من قبل حيوانين كوذنتا اوكوذنا بقطعة خشبية طويلة تربط بالكيكرا بحلقة حديدية تسمى مشانا والطرف الاخر تربط بنيرا برابط من الخشب .والنيرا قطعة خشبية يوضع على رقبتي الحيوانين بعد ان يلبسا قطعة من القماش الثخين يسمى بربشتا وتربط بكبليلا حتى لابؤذي الحيوان .والدوارا يكون على قسمين  الاول يسمى توارا دقرشا … عندما يتقطع القرشا الى قطع صغيرة يكوم حول البيدر ويوضع مكانه كمية اخرى من القرشا وهكذا يستمر  الى يتم توارا دقرشا بعدها يبدأ القسم الثاني وهي مدقدوقي دقرشا اي جعله ناعما فالناعم يوضع داخل البيدر ويوضع مكانه من القرشا الغير الناعم الذي هو حول البيدر الى تنتهي عملية الدوارا …اثناء الدوارا كانوا يستخدمون لرفع واضافة القرشا آلتين هي بنج كوه وهي كلمة كردية تعني خمسة رؤوس وملخاوا وله عددة رؤوس من الخشب …
عند انتهاء الدوارا كانوا يستعدون لعمل شاق اخر وهو التحضيرلمدروي حيث يجمعون المحصول في كومتين متوازيتين باتجاه الريح وكانوا يخرجون للمدروي في ليالي فيها ريح ليسهل عمليت فصل الزاد من التبن واحيانا يعودون ادراجهم لان الليل خالي من الريح وكان العمل يستمر الى الصباح وبعد تنظيف الحنطة وسردها بالسرادا تبدأ عملية نقل التبن اولا  للبيوت وكان يستخدم علفا للحيوانات في الشتاء و ينقل على ظهر الحيوانات بكيس كبير مزقور من شعر الماعز- صيرة- وكان يوضع غرفة خاصة في الطابق الارضي المخصص للحيوانات وكان يفرغ من الطابق الثاني بواسطة ثقب يسمى برزوما اما الزاد فكان يتأخر نقله الى ان يحضر المخمن ليخمن الزاد ليعطي الفلاح ضريبة العشور والتى كانت تثقل كاهل الفلاح وبعد التخمين تنقل الى البيوت بالجوال تخاط معا بابرة كبيرة تسمى روطخا اما الناعم من التبن ويسمى دكثا وكانت النساء تستخدمنه  بخلطه مع التراب الذي كن يجلبنه من خبرتا الجرو لتجديد ارضية الغرف وكانت تسمى شيئ وكن يستعملن صخرة ملساء في تدليك وتلميع الارض تسمى دلوكا وايضا كن تضفن الدكثا الى المقرخانة والذي كن يجلبنه من خبرتا دمقرخانة شرق القرية لصبغ الحياطين من الداخل لازالة اثار الدخان الحاصل من الصوبات الخشبية ومن الخارج لازالة اثار الشتاءالقاسي وتسمى العملية مقروخ دكوداني والى القاء في طماشا دكرماني
                                                      اسحق بفرو ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!