مقالات دينية

العهد الجديد يشهد لآيات الأسفار القانونية الثانية

وردا اسحاق
وردا اسحاق

 

 

العهد الجديد يشهد لآيات الأسفار القانونية الثانية

بقلم / وردا إسحاق قلّو

 

الكتاب المقدس ليس كنزاً ادبياً قديماً فقط ، أو مجرد كتاب فيه كلام عن الله ، بل هذا الكتاب يقول عن نفسه إنه كتاب يتكلم فيه الله إلى الإنسان ، وهذا ما يثبتوه لنا مؤلفوه ، بالقول ( ليس كلاماً فارغاً لكم ، بل هو حياة لكم ) ” تث 47: 32 ” كذلك ( وإنما دوِّنت تلك الآيات لتؤمنوا بأن يسوع هو  المسيح أبن الله ، فإذا آمنتم نلتم باسمه الحياة ) ” يو 20: 30-31 ” .

دَوّنَ الكتاب المقدس من قبل أكثر من اربعين كاتباً وعلى مدار 1600 سنة ، جميع الكتبة من اليهود باستثناء كاتب واحداً من الأمميين هو الطبيب لوقا البشير . يحتوي الكتاب على أسفاراً ملهمة ومقدسة ، تنقسم إلى قسمين ، الأسفار القانونية الأولى والتي لا شك أحد قطّ في كونها ملهمة مقدّسة  ، والأسفار القانونية الثانية التي كانت شكوك حول إنتمائها إلى الكتب المقدسة  .

في حوال سنة 70 م بدأت النقاشات بين اليهود والمسيحية حول عدد أسفار العهد القديم في مؤتمر يمنيا غربي القدس ،  الذي عقد حوالي سنة 90 م ، فاستخدم المجتمعين الكتاب المقدس ” العهد القديم ” لدعم عقائده ومواقفه . فالمسيحيين استخدموا نص الترجمة السبعينية اليونانية التي تحتوي الكتب القانونية الثانية ، وعدد من النسخ التي اعتمدوا عليها كانت باللغتين العبرية والآرامية ، غير أن اليهود كانوا يعودون دائماً إلى الأصل العبري ، وكان هناك إختلافات بين العبري واليوناني . عندما رأى اليهود كثرة إستخدام المسيحيين للترجمة السبعينية التي تحتوي كل الكتب القانونية الثانية حرّموا قرائتها ، علماً بأننا لا نجد حتى عند اليهود أي تمييز بين هذه الأسفار ، والأسفار الأخرى قبل سقوط أورشليم سنة 70 م ، وما كان أحداً يشك في أن ينسب معظم الأسفار المذكورة إلى الله . وإذا كان هناك إختلافات في شأنها فالأقرب إلى الصواب كانت بسبب مسائل شخصية . وبعدها أتت الصراعات بين المسيحيين واليهود ، أدت إلى رفض اليهود لعدد من الأسفار ورفضهم أيضاً للترجمة السبعينية نفسها ، علماً بأن المترجمين كانوا سبعون شيخاً يهودياً في الأسكندرية ( أو أثنين وسبعون ) وذلك في أيام الملك بطليموس الثاني فيلادلفوس ( 285-246) م وكانت هذه الترجمة الأولى للكتاب المقدس ( العهد القديم ) من لغاته الأصلية ( العبرية والآرامية ) وقد تم تصديقها من قبل سبعون حبراً من أحبار اليهود في أورشليم في مجلس السنهدريم الذي هو المجلس الأعلى لليهود .

كانت بحوزة المسيحيين أقدم المخطوطات التي تحتوي لائحة كاملة لكتب العهد القديم تعود إلى القرن الرابع ، والمخطوطات تدل على أن عدداً من الأسفار القانونية الأولى أيضاً تعرض لعدم القبول في بعض البيئات ، وأن هناك وثيقة على ورق البردي من القرن الثالث تحتوي على سفري الحكمة ويشوع بن سيراخ . المسيحيين لم يستلموا قانون الكتب المقدسة من اليهود حسب قرار مؤتمر يمنيا ، فعندما نأتي إلى الكتاب الأول للمسيحيين الذي دونوه الآباء والرسل نجد أنهم يستشهدون كثيراً بالكتب القانونية الثانية كما للقانونية الأولى ، فالقديس أكليمنضس الروماني مثلاً يضع قصة يهوديت بقرب من قصة أستير . وبرنابا يشهد بإبن سيراخ . وكذلك كتاب تعليم الرسل الأثني عشر . ويشهد بوليكربوس ” تلميذ يوحنا الحبيب ” بسفر طوبيا . كل الكنيسة الجامعة الكاثوليكية والأرثوذكسية تعترف وتستخدم الأسفار القانونية الثانية منذ القرون الأولى . أما الكنائس البروتستانتية فمنذ تأسيسها في القرن الخامس عشر حذفت كل الأسفار القانونية الثانية مثل اليهود ، وهي ( طوبيا ويهوديت والحكمة ويشوع بن سيراخ و باروك والمكابيين الأول والثاني ) وأعتبرتها منحولة فنسبتها إلى كتابات ابو كريفا ، كما تحججوا بالقول أن العهد الجديد لا يشهد ولا يصدق على تلك الأسفار فعلينا أن نبحث ونبرهن لهم بأن الرب يسوع نفسه والرسل الأطهار استشهدوا بهذه الأسفار أما حرفياً ، أو أخذوا منها بعض أفكارهم ، وسنعرض لائحة من الآيات في العهد الجديد والمقتبسة من تلك الأسفار بعد أن نقول لهؤلاء اللذين هجروا الكنيسة وبدأوا يقاومونها بأسم الكتاب المقدس إنهم أتباع لأناس تلاعبوا بالنصوص المقدسة وإن كانوا لا يعرفون أو يعترفون إلا أن التاريخ طوى تلك الأيام الغابرة فظهرت صفحتهم للملأ ناصعة البياض ، فها أن أحد المبدعين في القرن السادس عشر من الكنيسة البروتستانتية المنشقة من الكنيسة الكاثوليكية ، لا يتورع من أن يصدر طبعة للكتاب المقدس ، وقد تجرأ وحذف منها ليس الأسفار القانونية الثانية من العهد القديم فحسب ، بل ثلاث أسفار أخرى من العهد الجديد أيضاً وهي (1- الرسالة إلى العبرانيين ” السبب لأنها تتحدث عن سر الكهنوت “ . 2- رسالة القديس يعقوب ” لأنها تتحدث بوضوع عن عقيدة الإيمان والأعمال “ 3- كتاب رؤيا يوحنا اللاهوتي ” لأنها تتحدث عن القديسين وصلواتهم “ ) وكان قد كتب بغير وجل أن رسالة يعقوب الرسول ”  إنما هي رسال من تِبن ” وسبب نعته لها بهذه الصفة غير المشرفة فهو لتشديدها على ضرورة الأعمال والأيمان ، وليس الإيمان لوحده ، وذلك أنطلاقاً من تعليم مارتن لوثر بأن الخلاص يتم بالأيمان لوحده دون أعمال ، كما زاد على رسالة بولس إلى رومية كلمة ( وحده ) في النص التالي : ( إذاً ، نحسب أن الإنسان يتبرر بالأيمان ) فصارت ( … بالأيمان وحده ) أي بدون أعمال . ولحد اليوم كل الكنائس المنشقة من كنيسة لوثر تعتبر هذه الأسفار منحولة كمجموعة ( أبو كريفا ) .  

يسوع المسيح والرسل في العهد الجديد يستشهدون بأسفار القانونية الثانية

آيات للرب يسوع    آيات مشابهة لها من الأسفار القانونية الثانية

1-      ( إذا صنعت مأدبة فإدع المساكين والجدع والعرج والعميان فتكون مباركاً إذ ليس لهم ما يكافئونك به فتكون مكافأت في قيامة القديسين ) ” لو 14: 13-14 “

    ( تصدّق من مالك ولا تحوّل وجهك عن فقير تدّخر لك ثوباً جميلاً إلى يوم الضرورة … كل خبزك مع الجياع والمساكين وأكس المرأة من ثيابك ) ” طو 4: 7،10،17 “

2-      ( كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم فافعلوه أنتم بهم ) ” مت 12:7 و لو 31:6 ”    ( كل ما تكره أن يفعله غيرك يك إياك أن تفعله أنت بغيرك ) ” طو 16:4 “

3-  ( فنزل المطر وجرت الأنهار وهبّت الرياح وصدمت ذلك البيت فقط وكان سقوطه عظيماً ) ” مت 27:7     ( وإن أخرجت فروعاً إلى حين فإنها لعدم رسوخها تزعزعها الريح وتق*ت*لعها الزوبعة ) ” حك 4:4″ .

4-  ( إذا أحبني أحد يحفظ كلمتي ) ” يو 32:14 ” ( متّقو الرب لا يعاصون أقواله ومحبّوه يحفظون طرقه ) ” سي 20:3 “

5- ( أقول لنفسي : يا نفسي إن لك خيرات كثيرة فاستريحي وكلي واسربي وتنعمي . فقال له الله : يا جاهل في هذه الليلة تطاب نفسك منك ) ” لو 19:12 ” ( حين يقول قد بلغت الراحة وأنا الآن آكل من خيراتي وهو لم يعلم كم يمضي من الزمان حتى يترك ذلك لغيره ويموت ) ” سي 19:11-20 ” .

6-  ( أجعلوا لكم أصدقاء بمال الظلم حتّى إذا أدرككم الأضمحلال يقبلونكم في المظالّ الأبدية ) ” لو 9:16 ”  ( قبل أن تموت أحسن إلى صديقك وعلى قدر طاقتك أبسط يدك وأعطه )  ” سي 14: 18-19 ” .

7-  ( إن لم تغفروا للناس فأبوكم أيضاً لا يغفر لكم زلاتكم ) ” مت 15:6 و مر 26:11 ” ( من أنتقم يدركه الأنتقام من لدن الرب ويترقب الرب خطاياه ) ” سي 1:28 ” .

8- ( فإنكم إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم ) ” مر 25:11″ ( إغفر لقريبك ظلمُهُ لك ، فإذا تضرّعت تمحي خطاياك ) ” سي 2:28 ” .

9- ( إنّ كل من نظر إلى إمرأة لكي يشتهيها فقد زنى بها في قلبه ) ” 28:5″ ( ومن التفرّس في إمرأة ذات بعل ومن مراودة جاريتها ، وعلى سريرها لا تقف ) ” سي 27:41 ” .

10- ( يعطيك ماء حياً ) ” يو 10:4 ”   .   ( تسقيه ماء الحكمة ) ” سي 3:15″ .

11-  ( إن كنت تريد أن تدخل الحياة فأحفظ الوصايا ) ” مت 17:19 ”  ( فإن شئت حفظت الوصايا ووفيت مرضاته ) ” سي 15:15 ” .

12-   ( إذا خطىء إليك أخوك فأذهب وعاتبه بينك وبينه على إنفراد ) ”  لو 3:17 ” ( عاتب صديقك فلعلّه لم يفعل ، وإن كان قد فعل فلا يعود يفعل ) ” سي 13:19 ” .

13-   ( حينئذٍ يضيء الصديقون مثل الشمس في ملكوت أبيهم ) ” مت 43:13 ” ( فهم في وقت أفتقادهم يتلألأونَ ويسعون سعي الشرار بين القصب ) ” حك 7:3 ” .

14-  ( يبغضني العالم لأني أشهد عليه بأن أعماله شريرة ) ” يو 7:7 ” ( بل منظره ثقيل علينا لأن سيرته تخالف سيرة الناس وسبله تباين سبلهم ) ” حك 15:2 “

15-  ( لقد أحسن في كل ما صنع ) ” مر 37:7 ( أعمال الرب كلّها حسنة جداً … إن جميع أعمال الرب صالحة ) ” سي 21:39″  

آيات من رسائل الرسل ” العهد الجديد ” آيات مشابهة لها من الأسفار القانونية الثانية

  1. ( إن مشيئة الله إنما هي تقديس أنفسكم بأن تمتنعوا من الزنى ) ” 1 تس 3:4″ ( أحذر لنفسك يا بنيّ من كل زنى ولا تتجاوز إمرأتك مستبيحاً معرفة الإثم أبداً ) ” طو 13:4 “
  2. ( إن كان الأموات لا يقومون فلنأكل ونشرب ، فإنا غداً نموت ) ” 1 قور 32:15 ”  ( فتعالوا نتمتع بالطيبات الحاضرة ونبتذر منافع الوجود ما دمنا في الشبيه ) ” حك 6:2 “
  3.  ( أما تعلمون أنّ القديسين سيدينون العالم ) ” 1 قور 2:6 ” ( ويدينون الأمم ويتسلطون على الشعوب ويملك ربهّم إلى الأبد ) ” حك 8:3 ” .
  4. ( لا سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة إنما رتبها الله ) ” رو 1:13 و 1 بط 13:2 ”  ( فإن سلطانكم من الرب وقدرتكم من العليّ الذي سيفحص أعمالكم ويستقصي نيلتكم ) ” حك 4:6 ” .
  5. ( هو ضياء مجده وصورة جوهره ) ” عبر 3:1 ”  ( لأنها ضياء الأزلي ومرأة عمل الله النقيّة وصورة جودته ) ” حك 26:7 ” .
  6. ( أما اللسان فلا يستطيع احد من الناس ان يقمعه ) ” يع 8:3 ” . ( ومن الذي لم يخطأ بلسانه ؟ عاتب قريبك قبل أن تهدّده ) ” سي 17:19 .
  7. ( إن كان أحد لا يزلّ في الكلام فهو رجل كامل ) ” يع 2:3 ”  ( مغبوط … من لم يزلّ بلسانه ) ” سي 11:25″ ,
  8. ( كل أمرىء كما نوى في قلبه لا عن ابتئاس أو اضطرار فإن الله يسحبّ المعطى المتهلّل ) ” 2 قور 7:9 ” ( كن متهلل الوجه في كل عطيّة وقدّس العشور بفرح ) ” سي 11:35 ” .
  9. ( ما من خليقة مستترة أمامه بل كل شىء عار مكشوف الباطن لعينيه ) ” عبر 13:4″ ( وعيناه إلى الذين يتقونه ويعلم كل أعمال الإنسان ) ” سي 20:15 ” .
  10.  ( سيكافىء كل أحد بحسب أعماله ) ” رو 6:2 ( لكل رحمة يجعل موضعاً وكل واحد يلقى ما تستحقّ أعماله ) ” سي 16:15 “
  11. ( لا سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة إنما رتبّها الله ) ” 1 بط 13:2، 14 ” ( لكل أمّة أقام رئيساً ) ” سي 14:17 “
  12. ( لا تزالوا مصلين ) ” ا تس 17:5″ ( لا يحبسك شىء عن قضاء نذرك في وقته ولا تحجم عن أعمال البر حتى الموت فإن ثواب الرب يبقى إلى الأبد ) ” سي 22:18 ” .
  13. ( لا تملك الخطيئة في أجسادكم المائتة حتى تطيعوا شهواته ) ” رو 12:6 ” ( لا تكن تابعاً لشهواتك بل عاصٍ أهواءك ) ” سي 30:18 ” .
  14.  (بالإيمان قهروا الممالك … وسدّوا أفواه الأسود وأطفأوا حدّة النار ونحوا من حدّ السيف وتقووا من ضعف وصاروا أشداء في القتال وكسروا معسكرات الأجانب ) ” عبر 11: 33-34 ” ( ولما أصبح المكّابي في الجيش لم تعد الأمم تثبت أمامه إذ كان سخط الرب قد أستحال إلى رحمة ، فجعل يفاجىء المدن والقرى ويحرقها حتى إذا استولى على مواضع توافقه ، تغلب على الأعداء في مواقع جمّة ) ” 2 مك 8: 5-6″ .
  15. ( الذي فيه ستبتهجون وإن كنتم الآن لا بدّ لكم من الغمّ اليسير في تجارب متنوعة بحيث إنّ امتحان إيمانكم ينشىء الصبر ) ” 1 بط 6:1 ” ( حسب ذهابكم عنا عطباً ، ومع أنهم قد عوقبوا في عيون الناس … لهم ثواب عظيم لأن الله أمتحنهم فوجدهم أهلاً له ) ” حك 7:3 ” .

وهناك آيات أخرى كثير في العهد الجديد تستشهد لآيات مثلها في العهد القديم وهذا دليل قاطع على أن تلك الأسفار  في العهد القديم التي تم حذفها من قبل اليهود ومن بعدهم الكنائس البروتستانتية هي من إلهام الروح القدس وقانونية كباقي أسفار العهد القديم . أرتأيت كتابة 30 آية فقط من أقوال الرب وكتابات الرسل لكن نريد أن نضيف عليها كتابة نصوص آيات أخرى  نذكر آيات أخرى مع أصحاحاتها فقط لكي يطلعها من يريد البحث عن الحقيقة وهي :

(مت 43:27 = حك 13:2 ) ( يو7:7 = حك 15:2 ) ( 1 قور 2:6 = حك 8:3 ) ( رو1: 18، 19 ،21 = حك12: 1،5،7 ) ( رو 21:9 = حك 7:15 ) ( 2 تيم 12:3 = سير 18:2 ) ( 1 تيم 9:6 = سي 10:11 ) ( 2 قور 6: 14،15،16 = سي 13:21،22 ) ( 1 بط 1: 24 يع 10:1 = سي 18:14 ) ( عبر 11: 35،37 = 2 مك 6:9-11،91 ) ( يع 19:1 = سي 5: 11-13 ) ( مت 14:6 = سي 2:28 ) ( مت 27: 39-40= حك 2:12-15 ) ( عبر 11: 35-39 = 2مك 6: 7-18 )  .

ملاحظة : رموز أسفار القانونية الثانية هي 1طوبيا = طو 2- يهوديت = يه 3- الحكمة = حك 4- يشوع بن سيراخ = سي 5- بارك = با 6- المكابيّين الأول = 1 مك 7- المكابيّين الثاني – 2 مك )  

ختاماً نقول : في الدين اليهودي وقبل الترجمة السبعينية وبعدها كان اليهود يعترفون بهذه الأسفار ، أي قبل ظهور المسيحية ، فالكنائس السورية نقلت بعض الأسفار المقدسة مباشرة إلى السريانية عن يد مترجمين يهود ومسيحيين عن الكتاب المقدس العبري ” العهد القديم ” دون المرور بالنسخ اليونانية وكانت تحتوي على الأيفار القانونية الثانية ، كما نرى وحتى في أيامنا أن السلطة التي تتمتع بها الأسفار القاونية الثانية ليست واحدة في نظر جميع اللاهوتيين الشرقيين ، وإن كان الكتاب المقدس اليوناني يحتوي عليها جميعاً . أما في كنيسة الغرب فكلن لروما ولأفريقيا الشمالية ومنذ مطلع القرن الرابع ، قائمة مشتركة تشمل الأسفار القنونية الثانية ، كما تشهد عن ذلك مجامع قرطنجة الأفريقية ورسالة اينوقنطيوس الأول . أما الكنائس البروتستانتية الذين فضلوا الجانب اليهودي لرفض تلك الأسفار ، فلم يرفضوها أو يحذفوها ولا أعتبروها منحولة كأسفار أبو كريفا في ذلك الحين ، بل أحتفظوا بها كملاحق في النشرات البروتستانتية ، ولم تحذف تماماً من الترجمات التي توزعها جمعيات الكتاب المقدس إلا في القرن التاسع عشر . وفي أيامنا هذه لا يقف اللاهوتيون البروتستانت حيالها موقفاً موحداً ، ومن جهة أخرى ، ما أكتشف في قمران وفي غيرها من الأماكن قد حمل بعضهم على إعادة النظر في هذه المسألة . نطلب من الله أن يفتح بصيرة اليهود والبروتستانت وكل الطوائف المنشقة منهم للعودة إلى النسخة السبعينية للعهد القديم التي تحتوي على 46 سقراً ، يضاف عليها المسيحيون 27 سفراً للعهد الجديد لكي تصبح أسفار الكتاب المقدس بعهديه 73 سفراً . علينا أن لا ننسى التحذير الإلهي وعقوبته لمن يحذف أو يزيد على كتابه المقدس ، قال :

( وإني أشهد لكل من يسمع ما جاء في كتاب النبوءة هذا : إن زاد أحد شيئاً على ما كتب فيه ، يزيده الله من البلايا التي ورد ذكرها ، وإن أسقط أحد شيئاً من أقوال كتاب النبوءة هذا ، يسقط الله نصيبه من شجرة الحياة ، ومن المدينة المقدسة ، اللتين جاء ذكرهما في هذا الكتاب ) ” رؤ 22: 18-19 ” .

المصادر

  1. الكتاب المقدس – النسخة الكاثوليكية للرهبنة اليسوعية – الطبعة السابعة – دار المشرق بيروت
  2. قاموس الكتاب المقدس – دائرة المعارف الكتابية المسيحية
  3. كتاب ( الجواب من كتاب ) تأليف الآباء ( يعقوب سعادة وبيتر مدروس  )

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
ادمون زيا خوشابا
ادمون زيا خوشابا
2020-07-11 18:42

مقالة روعة ومعلومات ثرية ومفيدة عن جوهر المسيحية …
رب المجد يسوع المسيح يبارك اخونا المبارك وردا اسحاق والى المزيد من هذه المقالات الشيقة والرائعة وتريليون شكر وتحية للاخ وردا ولموقع مانكيش نت…
شلاما
ادمون زيا خوشابا

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!