مقالات

دعما للدكتور المعطي منجب الذي هاجمته مديرة موقغ إخباري

نشر المؤرخ المغربي المعطي منجب تدوينة ضمنها تعليقه على خبر عن انتخاب الشعب السوداني بصير فاي رئيسا لدولة السنغال. هناك باعثان حفزا وشجعا الرجل على نشر تدوينته في أحد أيام الأسبوع الأخير من هذا الشهر. الباعث الأول أن الأستاذ المعطي منجب تربطه علاقة خاصة بالسنغال التي قضى بها ثمان سنوات من المنفى وحاز فيها على دكتوراه ثانية في تاريخ السياسة الأفريقية بعد حصوله على دكتوراه الأولى من فرنسا في الشؤون السياسية في منطقة شمال أفريقيا، إضافة إلى كونه باحثا في التاريخ المعاصر في معهد الدراسات الإفريقية. أما الباعث الثاني فهو أن صاحب التدوينة، شأنه شأن أي مواطن مغربي، من حقه أن يعبر عن رأيه بكل حرية وأن ينشره أينما شاء. لكن ما أثار استغرابي حقا هو إقدام مديرة موقع أفريقيا بلوس ميديا على الرد على المدون والفاعل الإعلامي والحقوقي، المعطي منجب، بمقال يعكس قلة حياء كاتبته التي اختارت عنوانا قدحيا يحفل باستعارة جنسية تنم عن وقاحة وخبث لا تخطئهما بصيرة المحليل.
وحتى نترك للقارئ صلاحية الحكم والتمييز، نبدأ أولا بعرض ما جاء في تدوينة المعطي منجب ونلخص ما قالته مديرة الموقع الإخباري المشار إليه أعلاه.
لاحظ منجب أن الشعب السنغالي يحمي بأرواحه الديمقراطية وينتخب للرئاسة شابا لم يكن يعرفه أحد، بل لم يغادر السجن الا عشرة أيام قبل يوم الاقتراع.
وأضاف منجب أن نظام الرئيس السابق فعل كل ما في وسعه ولمدة ثلاث سنوات كاملة للقضاء على سمعة منافسه الرئيسي عصمان صونكو. اقتداء بالنظام المغربي المقرب منه قام الرئيس السابق بحملة تشهير ومحاكمات ماراثونية ضد صونكو، كما اعتقله عدة مرات بتهم جنسية كاذبة تشبه تلك التي ألصقها النظام المغربي بخصومه كتوفيق بوعشرين وعمر الراضي وسليمان الريسوني، يتابع المدون.
ويضيف الاخير: “لما اعتقل صونكو ثار الشعب ثورة عارمة ليحمي ابنه عصمان صونكو. اضطر الرئيس لاطلاق سراحه بسبب فراغ ملفه وبفضل القضاء المستقل.
لكن الأجهزة التابعة للنظام اتهمته تهمة جديدة كاذبة وان كانت اقل خطورة وذلك ليمنعه قانونيا من الترشح للرئاسة. رد صونكو بذكاء ودون أنانية زائدة فعين أحد رفاقة وهو بصير فاي
ليترشح مكانه للرئاسيات”.
ثم يسترسل المعطي منجب قائلا: “اتهم الرئيس السابق المرشح الجديد بتهديد أمن الدولة واعتقله لكن مساندة الشعب له جعلته يطلق سراحه شهرا قبل موعد الانتخاب”.
ولاحظ صاحب التدوينة أن لا أحد كان يعرف بصيرا “لكن مساندة صونكو له جعلت شعبيته تخترق كل الآفاق في ظرف وجيز”. لذلك، يتابع المدون، خاف الرئيس السابق ووقع في حيص وبيص، “فارتكب خطأ جسيما بتأجيل الانتخابات بعام كامل وبشكل لا قانوني. لكن الشعب ثار من جديد ليحمي الانتخابات وموعدها وأوقع القمع به عدة ق*ت*لى ومئات الجرحى وذهب المجلس الدستوري في نفس اتجاه الشعب فرفض التأجيل وحدد يوم 24 مارس موعدا جديدا للانتخابات فكان فوز بصير فاي على الرغم من كل مؤامرات وألاعيب الرئيس السابق”.
وفي ختام تدوينته، هنأ المعطي منجب الشعب السنغالي والرئيس الشاب الذي أصبح رئيسا ويا للعجب والصدفة يوم عيد ميلاده، على حد تعبير المؤرخ المغربي
بدأت مديرة الموقع الإخباري سالف الذكر مقالها المنشور يوم 26 مارس الجاري بقولها إن
المعطي منجب خرج بتدوينة أقل ما يقال عنها بأنها ”عجيبة غريبة”، لا لشيء إلا لأنه، في نظرها، “قام فيها بمقارنة لا أساس لها من الصحة”.
لم تقبل الكاتبة استنتاح المدون من نجاح بصير فاي ترسيخ الشعب السنغالي لمفهوم الديمقراطية، بدعوى أنه (الاستنتاج) يتناقض مع ما أشار إليه المعطي منجب في تدوينته من “مؤامرات وألاعيب أقدم عليها الرئيس السابق عبر المس بسمعة بصير فاي، وحملات تشهير وتهم جنسية”. كما ترفض رأي المدون الذي مفاده أن “النظام السنغالي استلهم هذا الأسلوب من النظام المغربي”.
وتتطاول كاتبة المقال على الدكتور منجب متهمة إياه ب”شيطنة البلاد وإسقاط أي قضية في العالم على المغرب”، متسائلة: كيف يعقل أن يقارن من يسمي نفسه أستاذا جامعيا ومؤرخا انتخابات رئاسية لبلد، مع مواطنين مغاربة اقترفوا فعلا أفعالا جرامية تمت إدانتهم بها؟ وإلى هذا السؤال: أضافت سؤالا آخر: لماذا لم يقارن المعطي منجب الانتخابات السنغالية مع نظيرتها الجزائرية، هذه الأخيرة التي لا علاقة لها بالديمقراطية وحقوق الإنسان؟ معتبرة أن “الكل يتذكر أن فكرة الرئيس البديل هي فكرة الجزائري رشيد نكاز الذي أراد أن ينافس بها عبد المجيد تبون، لكن نظام الجنرالات كانت له كلمته بطبيعة الحال حيث حارب رشيد نكاز بعد أن أزاحه من الترشح”.
وتختم الكاتبة مقالها مدعية أن المعطي لم يُوفق من جديد من خلال ما اعتبرته “هرطقات” “يطلقها يمنة ويسرة”، موهمة القراء بأنه “يحاول بشتى السبل المس بمصداقية القضاء المغربي ومؤسسات الدولة”.
انطلاقا من محتوى هذا المقال الذي يعكس تحامل صاحبته وتنمرها على مؤسّس مركز ابن رشد للدراسات والتواصل، يلاحظ القلرئ أنها تسير على نفس النهح الذي سار عليه من أعارتهم فمها ليأكلوا به الشوك، إذ حرصت على إظهار عدوها وعدو من سخرها لانتقاده في صورة جنسية خادشة للحياء، وهي ليست، ولله الحمد، سوى من تصور خيالها المريض.
وما يكشف عن كون مقال المديرة مغرضا رغبتها في أن يقارن العضو المؤسس في المجلس الوطني لدعم حركة 20 فبراير الانتخابات السنغالية بالانتخابات الجزائرية، مع أن المعطي منجب مواطن مغربي تهمه بالدرجة الأولى شؤون بلده المغرب، أما شؤون الجزائر فيبقى الجزائريون أولى بالاهتمام بها.
في ملاحظة ثالثة وأخيرة، تبدو المديرة وهي تسير في ركب النظام المخزني عندما حكمت بأن الصحافيين المعتقلين الثلاث الذين ذكرهم المعطي منجب ارتكبوا أفعالا إجرامية، ويستحقون بالتالي عقوباتهم السجنية، متجاهلة أن رأيها هذا لو كان على أساس من الصحة والصواب لما طالبت منظمات حقوقية ومهنية غير حكومية وهيئات سياسية ومدنية ديمقراطية بإطلاق سراحهم.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!