مقالات دينية

أصدقاء الإنسان 

أصدقاء الإنسان 

إعداد / وردا إسحاق قلّو 

   للإنسان ثلاث فئات من أصدقاء :

الصديق الاول هو الغنى وكلّ خيرات الأرض ، وهذه تهجر الإنسان نهائياً ومباشرةً عند خروجه من هذه الحياة .

الصديق الثاني هم الأقارب وكل المعارف ، وهؤلاء يرافقون الإنسان أكثر من الغنى والخيرات الأخرى ، لكن أيضاً حتة القبر فقط ، وبعدها تهجرهُ تماماً .

الصديق الثالث فهو كل الأعمال الصالحة ، وهذه ترافق الإنسان كصديق دائم وأمين له بعد حياته الزمنية وحتى عرش السيّد ، تقف بجوار روحه الخالدة ، تدافع عنه ، وتصر مبتهلة إلى العطف الإلهي حتى ينال نعمة ورحمة في النهاية . الإنسان الذي لا يهتم بمعرفة أصدقائه الأمناء هو إنسان غبي وجاهل

طوبى للرحماء الذين يتسلحون بأعمال الرحمة ، والرحمة هي من واجب الجميع للفقير محبةً بالمسيح الذي ولد فقيراً ومات فقيراً وهو رب المجد . فالفقراء الذين تركهم على الأرض نيابةً عنه فالرب موجود فيهم لكي يخبر من خلالهم محبتنا الصادقة له من خلالهم ، المسيح الموجود ايضاً في سر الشكر الإلهي لا يبخل علينا بأن يقدم لنا طعاماً روحياً لخلاصنا ، وهو نفسه موجود في وجوه الفقراء ، ويتغذى بواسطة أعمال الرحمة .

فكم هو سعيد الحظ الذي يشفق على المسيح المتجسد في الفقير البائس ، ويا للشقاء الذي يغضّ الطرف عنه .

من السهل علينا علينا أن نطعم الحيوانات غير العاقلة ، أما المسيح ( أي الفقير ) فنتركه جائعاً ، فأي ضمير هذا الذي لنا !

كثيراً ما نهب الأغنياء ، بينما الفقراء فلا نهبهم شيئاً . رغم أن كل ما نعطيه للأغنياء سيضيع ، وعلى العكس ، فكل ما نعطيه للفقراء سنحصل عليه مجدداً وبربح كثير . فلنبحث عن الفقير ، ذلك الصديق الأمين في حياتنا ، إنه أحدى الوسائل التي تساعدنا للوصول إلى بر الأمان والخلاص الأبدي .

مجداً لأسم الرب

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!