مقالات دينية

عيد تقدمة يسوع للهيكل

اليوم عيد تقدمة يسوع للهيكل
*******************************
إعداد / جورج حنا شكرو
هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي و ياتي بغتة إلى هيكله السيد الذي تطلبونه و
ملاك العهد الذي تسرون به هوذا ياتي قال رب الجنود (ملاخي 1:3) .
May be an image of 4 people
     تحتفل الكنيسة بعد مرور اربعين يوما من عيد ميلاد الطفل يسوع ، اي في الثاني من شهر شباط من كل عام بعيد تقدمة الرب ، هذا العيد الذي قربت فيه مريم ويوسف الطفل يسوع الى الهيكل ، لا ليؤدي ما تفرضه الشريعة فحسب ، بل ليلاقي شعبه المؤمن .
وكان في الهيكل شيخان جليلان ، هما سمعان وحنه ، جاءا الى الهيكل آنذاك بوحي من الروح القدس ، وكان سمعان مؤمنا جدا ويقضي معظم وقته متعبدا بالهيكل ، وقد وعده الله انه لن يموت قبل ان يشاهد المخلص بعينيه ، وقد كان يعيش في حالة حزن واضطراب وصراع وشكوك هل ان الله سوف يفي بوعده معه ويشاهد بعينيه الرب المخلص قبل ان يموت ، وايضا كان خائفا على خلاص شعب اس*رائ*يل ، ولكن رغم ذلك كان مسِّلماً امره لله بصبر وثبات .
     جاءت العائلة المقدسة ، لتقدم رب الشريعه ، حسب طقوس الشريعة ، يسوع الطفل للهيكل ، لكي يبارك من قبل الرب ، وليفتدى بزوج من الحمام كسائر فقراء الشعب علما ان الاغنياء كانوا يقدمون الثيران ، وهذا يعلمنا تواضع يسوع وعائلته التي هي بالاساس ليست بحاجة لكل هذا لانها عائلة مقدسة ولكنها قبلت بذلك لتتحد البشريه مع الله من خلال الطفل المتجسد ولكي يكتمل الناموس .
     وعندما دخلت العائله المقدسه الهيكل ، ارشد الروح القدس سمعان ليستقبلها ويحمل الطفل ، وهنا قال نشيده : الان اطلق عبدك بسلام ايها الرب، لان عيني قد رأت نورك وخلاصك بهذا الطفل ، وفرح سمعان كثيرا ، وقد تنبأ بأن هذا الطفل سيكون مخلصا لكثير من الساقطين والبعيدين عن الرب أي الذين يرفضونه ، وايضا سوف يقيم ويبارك من يؤمن به ، وايضا قال لمريم : سينفذ سيفا في قلبك ، وهنا تعجبا مريم ويوسف من كلامه ، كيف عرف ما يعرفانه واذ قال بصوت عالي انه الروح القدس الذي اخبره او ساعده على قول ذلك .
لقد اطمأن سمعان بعد ان شاهد الرب وانتهى صراعه الداخلي وادرك ان الخلاص قد تحقق بمجيء الرب وان ارشاد الروح القدس له قد تم ، ليتنا في هذه العيد المبارك ندرك ان الله نور يتجلى للامم ، ومجد للشعب ، وانه محب للجميع ومنقذ ومخلص لهم مهما طال الانتظار ، كما حصل مع سمعان الشيخ وحنة النبية ، مرددين مع صاحب المزامير :
ارفعي ايتها الابواب رؤوسك، وارتفعي ايتها المداخل الابدية، وليدخل ملك المجد.
ليتنا نقدم في الهيكل وفي كل حين ، قلوبنا وهمومنا ومتاعبنا ، لله ملك المجد الرب العزيز الجبار ، بكل تواضع وحب وثقه وثبات ، لكي ينعم الله علينا ويباركنا كل يوم ويريحنا ، وخاصة عندما نشارك في الذبيحه الالهيه بالقداس الذي يمثل ذبيحة الخلاص .
لنصلي مع القديسة مريم والقديس يوسف البار ، صلاة الحب والايمان ، لكي نرى يسوع
كما راّه سمعان الشيخ ، نورا لانفسنا ومجدا لحياتنا ، ولنردد مع القديس لوقا بايمان قائلين :
رأت عيناي خلاصك الذي اعددته في سبيل الشعوب كلها. اّمين.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!