مقالات دينية

واجبات الملائكة لبني البشر

الكاتب: وردا اسحاق

 

واجبات الملائكة لبني البشر

بقلم / وردا أسحاق قلّو

( لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك ) ” مز 11:91 “

منذ الأزل كان الله موجوداً بأقانيمه الثلاثة ، قبل أن يخلق الكائنات المرئية والغير المرئية كالأرواح التي أوجدها لخدمته أولاً فهم ينفذون أوامره لأنهم جنود في خدمته ( مز 103: 20-21 ) ، خلقها لتسجد له  . الملائكة أنواع منها تخدم في عرش الرب وتسمى ” ساروفيم ” . . أشعيا النبي الذي رأى عرش الرب ، تقدم إليه أحد تلك الملائكة ووضع جمرة على شفته لتتطهر . أما خارج العرش فهناك نوع آخر من الملائكة تسمى ” كاروبيم ” ( طالع أش 14 ) كذلك تكلم عنها النبي حزقيال في ( 22:11 ) .

 بعد أن خلق الله البشرية قامت بعض الملائكة  بخدمة الذين سيرثون ملكوته ( عب 1: 6،14) . ومن واجبات الملائكة أيضاً حراسة المؤمنين كما يقول المزمور ( ملاك الرب يخيم حول خائفيه وينجيهم ) ” 7:34″ ولكل مؤمن ملاكٍ حارس . عندما كان المؤمنون مجتمعون في بيت مريم أم يوحنا ” مرقس ” كانوا يصلون من أجل الرسول بطرس المسجون والذي أنقذه ملاك من عند الرب ، فقالوا للخادمة رودا التي أخبرتهم بأن الطارق على الباب هو بطرس ، ( لعله ملاك بطرس ! ) ” أع 15:12″ . الملائكة موجودين حولنا ويقدمون لنا الخدمة لكي نخلص ، وخاصة الأنسان الذي يخاف الله ” مز 7:34″ .نقرأ في سفر العبرانيين “14:1” فيقول ( .. فليس الملائكة إلا أرواحاً خادمة ترسل لخدمة الذين سيرثون الخلاص ) . يفرحون بتوبة خاطىء . كما هم يرفعون صلوات المؤمنين إلى الله و( رؤ 4:8) وهكذا للأطفال أيضاً ملائكة يحرسونهم ، لهذا قال الرب يسوع للجموع ( أنظروا لا تحتقروا أحد هؤلاء الصغار لأني أقول لكم أن ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السموات ) ” مت 10:18″ .

الملائكة أرواح ، لهذا لا نستطيع أن نراها بعيون الجسد ، بل بالروح ، لأنها كائنات روحانية ، فبالنسبة للمؤمن هم حقيقة أيمانية يدخلون في عمق الإيمان المسيحي . كان النبي إليشع يرى جيوش الرب أكثر من جيوش آرام . تضّرعَ إلى الرب لكي يراها خادمه أيضاً ، فقال ( يا رب أفتح عينيه فيبصر . ففتح الرب عيني الخادم ، وإذا يشاهد الجبل يكتظ بخيل ومركبات نار تحيط بأليشع ) ” 2مل 17:6″ .أما النبي دانيال فرآهم ( كانوا ألوف ألوف تخدم الله . وربوات ربوات واقفة أمامه ) ” دا 10:7″ هم على شكل طغمات مختلفة ، لها أسماء تتناسب مع الوظيفة التي يعملون فيها . بعضهم تنتهي أسمائهم بأسم الله ( ئيل ) كميخائيل الذي هو رئيس الجند ، ومعنى اسمه ( من مثل الله ) وبالسريانية ( منيلي مخ آلها ) ” دا 21:10 ن 1:12″  وجبرائيل ( جبروت الله ) وروفائيل ( رأفت الله وحنانه )  .

الملاك الحارس يحفظ الإنسان ويحرسه كما حفظ أبن طوبيا ” 13:3″ ورفعوا صلواته ” 12:12″ والملاك شفى طوبيا ” طو 15:12″ كذلك يحملون الناس على أيديهم ” مز 11:91 ” وينقذونهم من أعدائهم ومن الضيقات ( دا 18:3 ، 49،50 ) .

 للملاك القدرة على أكتشاف الأسرار الإلهية لبني البشر كما فعل ميخائيل ( طالع دا 13:10 ) . كما للملائكة دور في الشفاعة ، فالملائكة تشفعت إلى الله من أجل أورشليم المهدمة (70) سنة بسبب غضب الله على شعبها فرحم الله ذلك الشعب ” زك 9:1″ . أما في سفر الرؤيا فنقرأ عن شفاعة الملائكة للبشر ( وجاء ملاك آخر ووقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب وأعطى بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين جميعهم على مذبح الذهب الذي أمام العرش فصعد دخان البخور مع صلوات القديسين من يد الملاك أمام الله ) ” 3:8″ وشفعوا البشر بقولهم وهم يرنمون ترنيمة جديدة قائلين ( مستحق أنت أن تأخذ السفر وتفتح ختومه لأنك ذبحت وأشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمه ) ” رؤ 9:5″ يشفعون بني البشر بسبب محبتهم للإنسان ، بل يفرحون بسبب خاطىء واحد يتوب ” لو 10:15″ .

 ومن واجبات الملائكة تفسير الأحلام ( كالع مز 40: 3-4 ، دا 15:7 ، 16:8 و 9 و 10 ) .

 في العهد الجديد  كانوا يؤدون وظائف متعددة ، فكانوا ينقلون رسائل الله إلى المختارين كبشرى الملاك جبرائيل لزكريا الكاهن ، وللعذراء ومار يوسف البار وللمجوس وإلى بطرس وكرنيليوس قائد المئة ، وللنسوة في القبر المقدس ، وفي نهاية الزمان ، قبل ظهور المسيح في السماء سيرسل ملائكته القديسين فينفخون ببوق عظيم الصوت ليجمعوا المختارين من الجهات الأربع ، من أقاصي السموات إلى أقاصيها ” مت 31: 24″ 

 وفي السماء تخدم البشر أمام العرش الإلهي , فهناك ملاكاً يقف عند المذبح ومعه مبخرة من ذهب ، ويعطي بخوراً كثيراً لكي يقدمه مع صلوات القديسين أمام الله  ( رؤ 8: 3-4) . ومن واجباتهم معاقبة الأشرار ، فنجد ملاكاً يقف بسيف ملتهب أمام جنة عدن ( تك 24:3) وملاكاً آخر يرسله الله ليهلك أورشليم بسبب إحصاء داود للشعب ، وملاك الرب ق*ت*ل 185 ألفاً من جيش سنحاريب الملك ( 2مل 35:19) كما ق*ت*ل الملاك كل أبكار المصريين في الضربة الأخيرة . والملاك منع بلعام بن بعور عندما كان ذاهباً غلأى ملك موآب ( عد 22:22) . وفي سفر الرؤيا أيضاً نقرأ : ملائكة الرب يصبون جامات غضب الله على الأشرار الذين لم يتوبوا عن شرهم ” رؤ 16:1-21″ .

 ختاما ً نقول ، هناك أعداد كثيرة من الملائكة شقطوا في الخطيئة بسبب كبريائهم وخبثهم . أشعياء النبي يوَضّح أسباب سقوطهم فيقول ( كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح ، كيف قطعت إللى الأرض يا قاهر الأمم ، وأنت قلت في قلبك أصعد إلى السموات ، أرفع كرسي فوق كواكب الله …. أصير مثل العليّ ، لكنك انحدرت إلى الهاوية إلى أسافل الجب ) ” أش 14 : 12-14 ” . والملائكة حسب التعليم الكاثوليكي ، هم حقيقة أيمانية تدخل في صلب الإيمان المسيحي ، كتبت ‘نهم ألأسفار المقدسة على مدى التاريخ كيف كانوا يخدمون القصد الإلهي ، فهم غلقوا الفردوس بعد سقوط الإنسان ، وهم حاموا لوط وأخرجوأ عائلته من سادوم ، هم أنقذوا هاجر وأسماعيل ، هم قادوا شعب الله ، هم بشروا بالولادات والنبؤات والدعوات . وأخيراً الملاك جبرائيل بشرى مريم بتجسد وولادة أبن الله منها . وأن الأسماء الأبرز بين الملائكة فهي أسماء رؤساء الملائكة ( ميخائيل وجبرائيل وروفائيل ) .

لتكن شفاعتهم معنا جميعاً

 

 

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!