مقالات دينية

سلطانة ماهدوخت

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

 

 سلطانة ماهدوخت

قصة سلطانة ماهدوخت وأخويها ادروفرا وميهرنرسا نقدمها لكم بمناسبة تذكار ( شيرا ) سلطانه ماهدوخت :

 

Image may contain: outdoor and nature

في السنة التاسعة لحكم شابور ملك الفرس(318)م كانت بشرى المسيح قد انتشرت في أرجاء الإمبراطورية الفارسية كلها . وكان في ذلك العهد في ارض درساس أمير اسمه ” فولار” خاضع لسلطة الملك شابور وقد تلقى أمرا باضطهاد جميع المسيحيين المتواجدين في منطقته ويجري استنطاقهم أمام الملك ويحكم عليهم بالموت في سبيل المسيح.
وكان لهذا الأمير ولدان هما أدورفروا وميهرنسا وابنة اسمه سلطان ماهدوخت وتربى الأولاد على المذهب المجوسي الذي كان دين الرؤساء والملوك. وبينما هم عائدون من كرخ سلوخ (كركوك الحالية) إلى قريتهم بلغوا قرية صغيرة تدعى أحوان واقعة على الطريق وإذا بالأخ الصغير يسقط من حصانه وتنكسر فخذه حتى كادت تنفصل عن جسمه.
انتاب الهلع الأخ الأكبر مع أخته سلطان ماهدوخت ودخلا القرية وهم باكين ولما سمع الأسقف مار عبدا ذهب لزيارتهم . غاب الطفل عن وعيه وعاين رؤيا سماوية شاهد المسيح ملك الملوك. وبينما كان الفتى غارقا في تلك الرؤيا وصل القديس عنده وجثا على ركبته وصلى إلى سيده ثم قام ووضع الساق في موضعها ورسم عليها علامة الصليب وصرخ بصوت عالِِ وبإيمان ” باسم يسوع المسيح ابن الله الحي قم أيها الصبي ” فقام الصبي في الحال وشرعوا الحاضرين يؤدون المجد للمسيح الرب.
وحينما استعاد الصبي وعيه وتذكر ما شاهد الرؤيا عرف إن كاهن المسيح الذي رآه في الرؤيا.
ولما رأت سلطان ماهدوخت ما نطق به أخواها صرخت هي أيضاً وقالت ” تبارك المسيح الذي أعاد الرجاء إلى اليائسين ـ تبارك المسيح الذي في انكسار فخذ أخي حطم قيود الشيطان وصادنا لعمل مشيئته ” ثم قالت لمار عبدا ” أنت يا عبد المسيح الذي أرسله سيده لخلاصنا ؟ لِِمَ تهمل أمرنا ؟
فنالوا العماد المقدس واشتركوا في الوليمة الروحية بتناول حسد المسيح ودمه.
ولما تم كل شيء وإذا بروح الرب قد اختطف المعمدين الجدد ونقلهم إلى وادٍ يقع فوق القرية فيه حوض من الماء وكهف صغير فوجدوا أنفسهم في ذلك الكهف . أما أقرباهم الذين كانوا معهم ذهبوا واخبروا والدهم بما جرى .
فكتب إلى شابور ليطلعه على فقدان أولاده وجاء جواب الملك يأمره بالبحث عنهم وبإخباره حال العثور عليهم.
أما سلكان ماهدوخت وإخوانها فقد ظلوا عائشين في ذلك الكوخ الصفير الضيق
بعد ثلاث سنوات من العبادة والعيش في الكهف تم العثور عليهم تجمع إمام الهف جمهور غفير من الناس وكانوا يريدون الدنو من القديسين والترك بهم ونيل الشفاه لأمراضهم
ودنا الأخ الأكبر وأحنى رأسه إمام السياف فضرب عنقه وركض أخوه الأصغر ثم أحنى رأسه إمام السياف فقطع رأسه وفي الحال أصا السياف برص شديد وارتجفت يده وسقط منها السيف ولم يشأ إن يق*ت*ل أختهم فقالت له سلطان ماهدوخت ” أنجز عملك كله ولا تؤخرني ع إلحاق بأخوي” فقال السياف ” ليتني ما ق*ت*لت هذين أيضا فقالت له ” اذهب واغتسل في المياه التي بها غسلت سيفك فتنل الشفاء ” حي كان يغسل سيفه في الغدير بعد ما كان يضرب عنق إخوانها كل مرة .
فذهب واغتسل وعاد معافى ثم انحز قسمه فضرب عنقها وقطع رأسها ، أراد الوثنين إحراق أجسادهم حسب أمر الملك شابور إلا أنها اختفت عن الأنظار….. أقاموا في الموضع كنيسة على اسم هؤلاء الشهداء تخليدا لذجراهم العطرة وكانت تجري فيها عجائب بشفاعة هؤلاء القديسين..
وكان استشهادهم في الثاني عشر من شهر كانون الثاني سنة (319 م) .
قرية ارادن، فيحتفل اهلها بعيد (سلطانة مادوخت) شفيعة القرية يوم 15 أيار حيث يكون الربيع مزدهراً بتلك البقعة المحاطة بالجبال، ويتجه الناس إلى كنيستها القائمة في أحضان واد اخضر ظليل تحيط بها أشجار الخوخ والجوز والبلوط، قادمين من دهوك والعمادية وسرسنك والموصل، يتبركون بزيارة الكنيسة ويتوزعون على ذاك البساط السندسي الموشى بأزهار النرجس والسوسن، يستمعون إلى خرير المياه وهي تنساب من العيون بين الصخور تحكي قصة هذه الأرض الطيبة التي انعم اللـه عليها بكل جميل، فحياها بالطبيعة الساحرة وبكل ما لذ من طيب الثمار،وبعد أن يمضوا نهارهم هناك، يرجعون مع المساء، وتبقى طيور الجبال وحدها تحلق حول قبة الكنيسة الشامخة

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!