مقالات دينية

ختان المسيح

الكاتب: وردااسحاق
ختان المسيح
لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية … إذا مجوسً من المشرق قد أقبلوا الى أورشليم فقابلوا هيرودس الملك قائلين له ( أين المولود ملك اليهود ؟ فإنا رأينا نجمة في المشرق ، ووافينا لنسجد له ) وبعد أن عرفوا أن عرفوا أن بيت لحم هي القرية التي يجب أن يولد فيها الطفل الألهي وحسب الكتب . شدّوا رحالهم اليها ( وإذا النجم الذي كانوا قد رأوه في المشرق ، يتقدمهم ، حتى جاء ووقف فوق الموضع الذي كان فيه الصبي ) لم يبقى يوسف ومريم في المغارة الا ليلةً واحدة وبعدها لجئا الى أحد المنازل في القرية ، وهناك أبصر المجوس الصبي مع مريم أمه ، فخروا وسجدوا له في ذلك البيت ” مت 11:2″ ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذات رموز ، وهي الذهب الذي رأوا فيه رمزاً الى مُلكَ المسيح . ولباناً الذي يرمز الى آلوهيته . أما المُرَ فيرمز الى إنسانيته الصائرة نحو الموت . وهكذا بسجودهم للطفل خضعوا أنفسهم ” كسلطات أرضية ملوكية ” لسلطة أبن الله العلي المتجسد أمامهم . وهذا ما تنبأ به صاحب المزمور “10:72 ” بهؤلاء المجوس فقال ( ملوك ترشيش والجزائر ، يحملون اليه الهدايا ، ملوك شبأ وسبأ يقربون له العطايا ) .
عندما بلغ الطفل ثمانية أيام . وهي المهلة القانونية للختان عند اليهود . أجريت له مراسيم الختان بمقتضى العادة القديمة التي جرى عليها الأسلاف منذ عهد أبراهيم والتي كانت كعهد مبروم بين الله وشعبه . فرافق ختان أبن الله ألم ومجد . هذا الختان التي تجره الأيادي ما هو إلا أحدى الفرائض التي تحتويها الشريعة اليهودية والتي كان يلزم بها الوالدون عند ولادة كل صبي ، ولا سيما البكر . فإن الله كان قد أمر أيضاً أن ( كل ذكر بكر يكون مقدساً للرب ) ” خروج 13: 2 ، 13 ” وذلك تذكاراً للنعمة التي أنعم الله بها ليلة ضربَ أبكار المصريين ، وعفى عن أبكار أسرائيل … وكان على الأهل أن يقضوا تلك الفريضة ، قبل أنقضاء الشهر الأول ، فيفتدوا الصبي بتقدمة ما يعادله خمسة مثاقيل . والعادة المرعية هي أن يذهب بالولد الى الهيكل ، وإن لم يرد ذكر هذه الفريضة في الكتاب المقدس ، وهناك يقدم ذبيحة تتفق مع حالة أهل الطفل المادية . فإما حملاً حولياً ، وإما زوجي حمام أو يمام ” لا 12″ وبما أن مار يوسف ومريم كانا فقيران فقدما زوجي حمام أو يمام . سمي الطفل يسوع كما كان قد سمي بلسان الملاك لمريم ، وقبل أن تحبل به في بطنها . ومعنى يسوع هو ( الله أزرنا ) أو مخلصنا . فكلا الأسمين ( يهوة و سوع أو شوع ) لهما مدلول جلىّ وهو أن ذلك المولود العجيب كان لا بد أن يخرج للدنيا مخلّصها .
قُدِمَ يسوع الى الهيكل من قبل شيخ صدّيقٍ وبار وَرِع أقبل الى الهيكل بوحي من الروح القدس ، وكان أسمه سمعان ، وكان وَعدُ الله عليهِ بأن لا يرى الموت ما لم يشاهد المسيح حيث كانت ترتقبه نفسه . فبالوحي عرف من العلا أن الطفل الذي جاءت به مريم ومار يوسف ، إنما هو مسيح الرب ، فحمل من كانت تترقبه نفسه  بين ذراعيه ، والنشوة تغمر قلبه ، وراح يُعربُ عن حبوره المتدفّق بذاك النشيد الذي تحدث به مع خالقه قائلاً ( الآن ، أيها السيد ، تطلق سبيل عبدك ، على حسب قولك ، فيذهب في سلام . لأن عيني قد شاهدتا خلاصك الذي أعددته أمام وجوه الشعوب كلها ، نوراً يضىء للأمم ، ومجداً لشعبك إس*رائي*ل ) ” لو 2: 29-32″ . وهكذا القى الروح كلمات أخرى في روعه ، فقال لمريم ( ها إن هذا الولد قد جعل لسقوط ونهوض كثيرين في أسرائيل ، وهدفاً للمخالفة ! وأنت أيضاً سيجوز سيف في نفسكِ ، لكي تنكشف الأفكار من قلوب كثيرة ! ) ” لو 2: 34-35″ كانت كلمات غريبة في مسمع تلك الأم والتي كانت ما تزال في غمرة الفرح بوليدها الألهي ، تحمل في قلبها اليقين مما وعدت به من لدن العلاء ! ومع ذلك فإن صورة المسيح قد تمثلت خالصة في كلام سمعان ، وبرز من خلاله المسيا . فسمعان قد تنبأ بتلك الدعوة الشاملة التي سوف ينادي بها المسيح للأمم . كما أقبلت في تلك الساعة أمرأة طاعنة في السن أسمها حنة بنت فنوئيل ، فيها روح النبوة أيضاً ، تدعّم أقوال الشيخ ،وتؤانس في الطفل آية الفداء . كان سمعان وحنة وليّان من الأولياء ، ونموذجان من أولئك اليهود الأوفياء ، وأولئك المتواضعين الذين باتوا يحملون الله حقّا في قلوبهم وحملوه أيضاً بين ذراعيهم ليصبح قريباً من قلوبهم ليسكن فيها فيكون لهم الخلاص .
ليتمجد أسم الرب المتجسد الآن والى الأبد
بقلم
وردا أسحاق عيسى
 وندزر – كندا ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!