مقالات سياسية

الآشوريون، والكرد، وشجرة عيد الميلاد !

الكاتب: اوراها دنخا سياوش
الآشوريون، والكرد، وشجرة عيد الميلاد!

منذ ان اخترنا، نحن الكلدوآشوريين السريان المسيحية ديانة، والضغوط تزداد علينا من كل حدب وصوب على مدى الدهور والعصور، خصوصا من حدب وصوب (اصدقائنا !) الودودين واللدودين. فالدين كان سبباً لخلق اطارٍ (كافر !) تم وضعنا فيه ليتسنى لهم في اي وقت واي مناسبة لضربنا بغية الاستيلاء على ارضنا ومقدراتنا. ويبدو انهم كانوا ولا يزالوا يعلمون كم اضعفتنا عقيدتنا السمحة والمسالمة، في منطقة جلبوا اليها شريعة الغاب. فبعد صمود بلاد آشور لعقود من الغزوات التي تعرض لها، وبعد ان انهارت دفاعات العشائر الآشورية امام كثرة الغزوات الكردية في هذه المنطقة، ابتداءً من مذابح بدر خان وما قبلها، وسيطرة العشائر الكردية على مناطق واسعة، اخذت هذه الشريعة تأخذ موقها في بلاد آشور، بحكم تزايد عدد الاكراد فيها، واستيطانهم على ارض آشور.
شريعة الغاب هذه، أُضيفت اليها قدسية، كي يستطيعوا من خلالها الغزو، والق*ت*ل، والسبي، وبالتالي غنيمة ليس فقط غنائم مادية مؤقتة، وانما غنيمة ارض ووطن المغضوب عليهم (الهيا !) بموجب هذه الشريعة، وهم الآشوريون المسيحيون، الذين هم بموجب الفكر المتطرف مشركين، وكفار، مستباحة دمائهم واملاكهم وارضهم وعرضهم.
وبالرغم من الخلاف العربي للاكراد وبالعكس، سياسيا، معروف للجميع، على الاقل في العراق، الا ان ثقافة الكرد مستندة على ما يحمله العرب من مبادئ وعقيدة دينية، واعمالهم تجاه حاملي الاديان المخالفة لدينهم تشبه ما فعله العرب بالمخالفين لهم في دينهم في منطقة الشرق الاوسط. هذه العقيدة الدينية المتطرفة ظلت تعشعش في قلوبهم وعقولهم، وباتوا يستخدمونها كلما سنحت لهم الفرصة، غير مبالين باحترام الجار ولا بعشرته التاريخية، بل ينصب اهتماهم بأذية جارهم هذا باعتباره مخالف لعقيدتهم اولاً، ومن ثم لا حرج من تطبيق مبادئ عقيدتهم من تحليل غزو المشركين ثانيا

هذا الفكر المتطرف الذي يحمله الانسان الكردي كنا قد لمحنا اليه في احدى مقالاتنا اثناء ما دعوناه، غزوة زاخو ونوهدرا، وحذرنا من مغبة انتشاره، وها قد صدق قولنا، فالفكر المتطرف هذا ظل كالجمر تحت الرماد حتى ظهر مرة اخرى، وحرقت جمراته شجرة عيد الميلاد في مجمع فاملي مول في دهوك، بسبب خطبة لاحد الأئمة الاكراد، الذي اعتبر شجرة عيد الميلاد شيء من الكفر، وانها ليست من الاسلام في (دار الاسلام !)، ناسيا او متناسيا، انها دار آشور، قبل ان يتم الاستيلاء عليها. انظر الرابط ادناه
:
http://www.ankawa.org/vshare/view/8837/xmas/
 
الملاحظ في هذه الواقعة، واقعة الهجوم على شجرة عيد الميلاد، ان ما ظل يعشعش في بطون الكتب السلفية المتطرفة لعقود طويلة، ظل ايضاً يعشعش في قلوب وعقول الكثيرين من (جيراننا !) الكرد. هذا الفكر المتطرف لم يطفو لولا ان هنالك من يحتضنه من احزاب كردية، قد تكون اسلامية او غيرها. والشعب الكردي بالرغم من حجمه وامتلاكه الى عمق بشري كبير وثقافة متشعبة ما بين الشرق والغرب الا ان الجمرة السلفية الخبيثة صارت تغزوه، وتنخر في كيانه الاجتماعي، وبالتأكيد ستصل يوما الى كيانه السياسي عندها، ستصل مستويات الدماء الى اعلاها، لان العن*ف لا يجلب غير العن*ف، والفكر المتطرف بطبيعته عنيف، لا يجلب على اهله غير الدمار. هذه هي رؤيتنا المستقبلية لما لم يتم كبح جماح هذه الظاهرة، بمشروع تثقيفي طويل الامد، لإنشاء اجيال تحمل منظور انساني جديد، بعيد كل البعد عن التطرف الديني، تشارك فيه مؤسسات الاقليم وتدعمه مادياً ودعائياً
في الختام لا يسعنا الا ان نقول ان من هكذا ممارسات وتصرفات، تحمل في طياتها مدلول طائفي مدعوم، يؤثر وسيؤثر بصورة سلبية وقاسية ليس فقط على الشعوب التي لا تدين بالإسلام وانما على المسلمين انفسهم، فبارك الله بكل من يوقف هذا المد الاصولي الى طبقات الشعب … على الاقل منعا للار*ها*ب!
اوراها دنخا سياوش
 
     ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!