مقالات دينية

 هل يجوزُ آلإِفطار أو آلصوم في يوم الأحد ؟

هل يجوزُ آلإِفطار أو آلصوم في يوم الأحد ؟
إعداد / جورج حنا شكرو
 يجوز كلاهما حسب آلهدف !
أولاً : ألأحد عيدٌ ، ذكرى قيامة آلرب يسوع . وآلعيد يوم فرح وآحتفال . في حين ألصوم هو علامةٌ للتوبة أوحالة آلغَّم وآلألم بسبب ضيقٍ ، إَثمٍ أو حاجة . وآلإِثم يعني عدم آلسلوك حسب مشيئة آلله ومخالفة آلحق وآلبر ، وآلحاجة تعني حالة آلهَّم . وهذه لا تساعدُ على آلفرح . لذا لا فقط لا تفرُضُ آلكنيسةُ آلصوم أيام آلأحد ، بل وتدعو إلى آلفرح آلروحي وآلإفطار فيه . إِذ نُعَّبر عن فرحنا بآلقيامة بمظاهر آلطعام آللذيد وآللبس آلأنيق وآلترفيه حتى عن كلا آلروح وآلجسد معًا . الروح ، بآلإشتراك في صلوات آلكنيسة وآلقداس . وآلكنيسة تُكَثِّفُ مراسيمها آلدينية وآلطقسية بشكل خاص يومَ آلأحد لتسبيح آلرب وحمده و شكره وآلفرح معه ومع أمه وتلاميذه . وآلجسد ، يُعَّبر عن فرحه بآلطعام آلمُمَّيز وآللبس آلأنيق وآلتَنَزُّه وتبادل آلزيارة بين آلأهل وآلأصدقاء لعيش روح آلمحبة وآلفرح . لذا لا تطلب ولا تُشَجِّعُ آلصوم ايّام آلآحاد ، طوال آلسنة.
ثانيًا : لكنَّ آلكنيسة لا تمنعُه أيضًا في حالات خاصَّة . كان آلصوم ممكنًا ومقبولا حتى في آلآحاد . لأَنَّ في آلصوم أيضًا فرحٌ روحي . منعته لفترةٍ زمنية بسبب وجود بدعة تكره آلأحد وتُهينُه بمظاهر آلصيام وآلألم . لكن مع زوال آلبدعة عادت إلى إِمكانية آلصيام فيه . مثلا لإِتمام نذر ، أو لطلب نعمة خاصَّة ، ذلك بصيام متواصل لفترةٍ طويلة دون آلإفطار فيها.
ومعروفٌ أن الرهبان في آلأديرة كانوا يصومون ، إِقتداءًا بآلمسيح ، حتى أيّام آلآحاد فترة أربعين أو خمسين يومًا متواصلة ، بهدف تقديس آلذات . مثلا فترة سابوع إيليا . يشيرُ إلى ذلك حتى كتاب آلصلاة آلطقسية . يُكثرون تسبيح آلله في آلصلاة آلجماعية وفي آلتراتيل آلمُنعشة للأيمان وآلمُريحة للنفس . ويفرحون بمقاسمة آلطعام آللذيذ في إفطار آلآحاد مساءًا . فكان آلصومُ يؤول ، في كذا موقف ، إلى فرح باطني وظاهري.
ثالثًا : ليس آلصوم للحزن وآلتقَشُّف بذاته . وإن كان مؤلمًا ، إِما بسبب خطايانا ، أو لسيادة آلشر بين آلبشر . لكنه يبقى آلصوم مُفرحًا بنتيجته ، لمَّا نتغَلَّب بواسطته على آلشر مثل آلرب يسوع ، ونتقَدَّم في آلقداسة ، و نتحَدَّى خوفَنا وصعوباتِنا بإيماننا وثقتنا بأن آلله معنا يُعيننا . فآلصوم كآلصلاة وإعطاء آلصدقات يُرافقُه آلفرح آلباطني لأنَّه إِقتداءُ بآلرب . مثل هذا آلصوم لا يُعارضُ آلأحد ولا يُخالفُ إرادة آلرب . صام يسوع أربعين يومًا وليلةً بسبوتها وآحادها دون آنقطاع . وكان متألمًا في جسده على درب آلآلام ، لكنه مرتاحًا وفرحًا بأنه يُكَّفر عن خطيئة آلبشر . حتى كان قادرًا على أن يُسَّلي بنات أورشليم . ولا ننسى أنَّ فرحَ آلقيامةِ وآلامَ آلجمعة هما معًا نورٌ للخلاص.
القس بـول ربــان

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!