مقالات سياسية

شكرا د*اع*ش …!

الكاتب  Gabriel Gabriel

لا يخفى على احد، ان ما اقترفته د*اع*ش من جرائم بحق الانسان والانسانية، كان من الوحشية والدموية التي لا مثيل لها، فقد تفننوا في الق*ت*ل والتعذيب، وبطرق يقشعر لها البدن، ويندى لها الجبين، ما عدى جبينهم طبعاً. لكن، ومن جانب آخر، ان يكون الانسان مجرما فهذا مذكور منذ اول رحلة له، فقابيل ق*ت*ل اخية هابيل، والسبب المخفي وغير المعلن هو دافع جنسي غريزي خلقه الله في الانسان، الغاية منه هو استمرارية الحياة وديمومتها. هذه الغريزة فيها من العدوانية ما يجعل ليس فقط الانسان وانما الحيوان ايضاً، ان يصل الى اعلى مراحلها من القسوة، والعن*ف، وهي الق*ت*ل. هذه العدوانية تتجسد وتكون واضحة عند الحيوان فتقاتلهم مع بعض من اجل ان يحضوا بزوجة، وان يتزاوجوا معها هي احدى معالمها. ولم يشذ، الحيوان د*اع*ش، عن هذه القاعدة فكانت السبايا ومن كافة الاديان هدفه لنيل مآربه الجنسية، التي يسعى اليه في الدنيا والآخرة، ولكن الفرق هو استخدامه لغة الشرع، او ما يدعوه شرع الله، فقد حلل اعماله الوحشية والاجرامية من خلال أحاديث وآيات ينتقيها من بطون الكتب، ويقوم بتفسيرها وحسب رغبته، مستندا الى تعابير في اللغة العربية التي من الممكن لويها، وتفسيرها بطرق متعددة، ليصل الى غايته من خلالها، وباعتبارها مقدسة، وبالتالي لجمع اكبر عدد ممكن من الموالين له، من المؤمنين، من خلال هذه الرؤيا الدينية.
ومن الطبيعي ايضاً، ان ينتقي من بطون الكتب الدينية ما يراه مناسبا لنزعته الوحشية، محاولا وعلى حساب عواطف المؤمنين، تأسيس دولة دينية النزعة، مقدسة، فيها من الطرق الكثيرة للوصول الى جنة الله في السموات. فكان عدائه للحجر احدى اهم ابتكاراته في عصر التكنولوجيا والذرة، فهاجم المدن الاثرية، والاثار التاريخية، والمعالم والمراقد الدينية الاثرية، والقديمة، ولم يستثني منها لا الاثار الاسلامية ولا المسيحية ولا الايزيدية. فابتدأ بتخريب الاثار الآشورية في موقع نمرود التاريخي، وسور نينوى، اما في سوريا فكانت تدمر واثارها الجميلة هي الضحية.
ان تجاوز د*اع*ش لجميع الخطوط الحمراء، ادى في نفس الوقت الى كسر طوق المقدس ايضاً. المقدس الذي استمد قدسيته بمرور الزمن من اوهام القصص الدينية القديمة، المنقولة عبر التاريخ ابا عن جد، واحدى هذه القصص هي قصة النبي يونس، التي تم بناء جامع باسمه على انقاض قصر آشوري كبير، معروف للآثاريين العراقيين والاجانب. هذا القصر الذي آثروا ان يجعلوه تحت هذا الجامع، وان لا ينقبوا ويستخرجوا كنوزه خوفاً من العواطف الزائفة للمؤمنين. ولم يعبه كذلك الى الكنائس القديمة، والاديرة والى دور عبادة الايزيدين ايضا، وقام بتخريبها ايضاً.
لقد كسر د*اع*ش طوق المقدس عندما فجّر جامع النبي يونس، وداس على عواطف المؤمنين، واظهر الحقيقة المخفية عن انظر الناس، وكشف من حيث لا يدري قصر من القصور الآشورية الرائعة الذي رقد ولفترة طويلة تحت الجامع، واسقطت وحشية د*اع*ش الاسطورة المقدسة للنبي يونس، والحوت الذي ليس معلوماً لحد الان كيف وصل تخوم نينوى.
يبقى السؤال: ما بعد د*اع*ش، هل سنقوم ببناء الجامع مرة اخرى على القصر الآشوري، ونغطي التاريخ العريق للعراق، وشعبه، ونستبدله، بجامع ممكن بناءه في مكان آخر وبنفس الاسم، احتراما للمؤمنين، ولمحبي النبي يونس ؟
ان كان الجواب كلا لا يمكن بناءه الا على انقاض قصر آشور، نقول: شكرا ً د*اع*ش لأنك اظهرت، ومن حيث لا تعلم، الحقيقة التي لا يرغب البعض ان يراها، وتباً لك ولصانعيك ومسانديك.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!