الحوار الهاديء

ظاهرة تاريخية في الكنيسة المشرقية تستحق الاهتمام من قبل البطاركة الاجلاء

د. عبدالله مرقس رابي       

 

ظاهرة تاريخية في الكنيسة المشرقية

 تستحق الاهتمام من قبل البطاركة الاجلاء

د. عبدالله مرقس رابي

باحث أكاديمي

                   مدخل

                            تقود عملية البحث العلمي المستمرة للباحث الى تراكم المزيد من المعرفة لديه لكي يوظفها في دراسة الظواهر وتفسيرها. أذ ان بعض الافكار والمواقف والتفسيرات لبعض الظواهر والقضايا قد تكون شبه ثابتة في عالم المعرفة العلمية أو ثابتة راسخة في اذهان العامة من الناس المتلقنين في حياتهم. ألا ان البحث العلمي المستمر سواء من قبل الباحث نفسه أو من قبل غيره تتابعياَ، قد يكشف أن تلك التي أُعتبرت ثوابت فكرية لم تكن الا أخطاء شائعة ومتداولة وأخص بالذكر ما يرتبط بالظواهر الاجتماعية والتاريخية الناجمة عن التفاعل الاجتماعي في فترة زمنية ما.

اعلاه قادني الى تساؤل مهم أثناء المحاولة لجمع المعلومات لكتابة فصل كمدخل لاحوال المسيحيين في العراق في العصر الحديث لكتاب في قيد الانجاز بعنوان( مسيحيو العراق وتحدياتهم للعن*ف والاضطهاد في القرن الحادي والعشرين، دراسة سوسيولوجية)أي من الكنائس المشرقية الحالية هي منشقة عن الاخرى، وعن كنيسة المشرق الام؟ الكنيسة المشرقية الاشورية أم الكنيسة المشرقية الكلدانية؟ وأيهما تتوافق مع أستمرارية الكرسي البطريركي في (ساليق وقطيسفون) ألمدائن حالياَ في بلاد النهرين – العراق اليوم.؟ وذلك بعد دراستي المعمقة لبعض المصادر التي دونت أحوال كنيسة المشرق وأثارت انتباهي لهذه الظاهرة التي تخص الادارة الكنسية بعد الانشقاقات المذهبية التي حصلت منذ مطلع القرن السادس عشر الميلادي وماذا حصل من اشتباه وتفهم خاطيءِ لتفسير عملية الانشقاق الكنسي وعلاقتها بالادارة الكنسية في استمرارية ووراثة كرسي( ساليق)- المدائن- عند بعض المهتمين والعامة من المؤمنين والكنائس الحالية. وعليه ساطرح وجهة نظري عن الموضوع من خلال المعطيات التاريخية في ضوء تسلسل البطاركة في الكنيسة المشرقية الذي يظهر من كتابات مؤرخي الكنيسة عن احوال الكنيسة وادارتها منذ ظهور المسيحية في بلاد النهرين، مع العلم اننا في الشرق كلنا منشقون بشكل أو آخر!

تسمية كنيسة المشرق في بلاد النهرين

 من مراجعتي للعديد من المصادر التاريخية عن الكنيسة، لم أعثر على تسمية أُطلقت على الكنيسة في بلاد النهري- العراق وحواليها الان- الا تسمية جغرافية وهي الكنيسة المشرقية، ونادرا جدا نرى تسميتها بكنيسة “فارس” نسبة الى وجودها في بلاد فارس التي حكمت دولتهم المنطقة الشرقية لنهر الفرات قبل انتشار المسيحية والى مجيء العرب المسلمين من الجزيرة العربية عام 637. أما تسميتها بالكنيسة النسطورية نسبة الى البطريرك نسطوريوس بطريرك الكنيسة البيزنطية فهو خطأ تاريخي بحسب المصادر( طالع مقال البطريرك ساكو، كنيسة المشرق ليست نسطورية على موقع البطريركية الكلدانية ومجلة نجم المشرق العدد الأخير لسنة  2017 ). وبعض المصادر القليلة  المتأخرة جدا سمتها (كنيسة السريان المشارقة) وباعتقادي انها ليست تسمية اثنية بل تعني المسيحيين القاطنين شرق نهر الفرات تمييزاً للمسيحيين القاطنين غرب الفرات، وقد جاءت في سياق تخبط العديد من الكتاب غير المختصين من رجال الدين وغيرهم في التسمية الاثنية واخطائهم المتكررة. أما التسميات المعاصرة لفروعها، الكنيسة المشرقية الاشورية والكنيسة الكلدانية والشرقية القديمة ماهي الا تسميات اطلقت على اثر الانشقاقات الكنسية ولكل منها عمقها الحضاري المبرر!

التنظيم الاداري والرئاسي لكنيسة المشرق

لغرض الاجابة على التساؤل المطروح، لابد من متابعة للتطور الاداري والرئاسي لكنيسة المشرق للوقوف على المتغيرات والاحداث التي وقعت عبر مسيرتها التاريخية التي كان لها تأثير كبير في تحديد ووضع الرئاسة الكنسية لكي نبرهن الاجابة.

لا توجد كتابات محددة وواضحة ودقيقة تعلمنا عن كيفية ظهور الكنيسة كمؤسسة لها ادارتها وقوانينها بعد بدء انتشار المسيحية على يد الرسل، فالرسل انطلقوا من اورشليم الى مختلف جهات المعمورة وكتبت العديد من الروايات عن متى وكيف بدأت المسيحية بالانتشار لحد ان تلك الروايات تناقض بعضها، وعلى كل حال ذلك ليس موضوع المقال، بل الذي يهمني هو ان الكنيسة كمؤسسة ظهرت بادارات رئاسية متعددة في القرون الاولى وتدريجياً بمرور الزمن وتراكم الخبرة نظمت تلك المؤسسات الكنسية حالتها من حيث الهرم الاداري وتسميات التراتب الهرمي والطقوس والعقيدة وكل ما يرتبط بالايمان المسيحي.

بعد ان دخلت المسيحية الى بلاد النهرين في  النصف الثاني من القرن الاول الميلادي وزاد انتشارها في القرن الثاني حيث تُشير المصادر الى وجود جماعات مسيحية قبل سقوط الدولة الفرثية عام 226 م. بدأت تلك الجماعات أنشاء مؤسستها الكنسية التي أطلقت عليها الكنيسة المشرقية تميزاً عن الكنائس الغربية التي تقع غرب نهر الفرات، فنظمت حالتها الادارية من حيث الرئاسة والتراتب الهرمي وتقسيم الابرشيات وطقوسها تدريجياً بمرور الزمن.

يعد مار  توما الرسول  ومار ماري بحسب المصادر والتقليد الكنسي هما  المؤسسان  الرسميان  لكنيسة المشرق. وقد اقام مار ماري مقره في  ساليق وقطيسفون – المدائن حالياً- على أثر بنائه أول كنيسة في وسط العراق (كوخي) في منطقة (بوعيثا) القريبة من منطقة الدورة الحالية في بغداد. حيث ادار الكنيسة بنفسه لمدة خمسة عشر عاماً، فاعتبرت كنيسته مركزاً لكرسي الكنيسة المشرقية لادارة الابرشيات التابعة لها. ففي هذه الكنيسة كانت تُقام مراسيم اختيار وتنصيب رؤساء الكنيسة من الجثالقة والبطاركة الى عهد البطريرك (يابالاها الثالث 1282 – 1318 م. وبالرغم من نقل الكرسي الى بغداد لاحقاً في عهد حنانيشوع 774 – 778 م ،الا ان المراسيم كانت تُقام في المدائن كتقليد عام.

على مر السنين وضعت القوانين لادارة الكنيسة، ففي البدء مثلا لم تكن تسمية رئيس الاساقفة الميترابوليت والبطريرك قد أطلقت على رؤساء الكنائس، انما كانت العادة جارية أن يُقال اسقف اورشليم واسقف انطاكية واسقف اسكندرية واسقف روما وهكذا. وقد أعتبر (فافا 247- 326) اول جثالقة كنيسة المشرق، وخضعت كل الابرشيات التي زاد عددها بمرور الزمن ضمن جغرافية بلاد النهرين او خارجها الى كرسي ساليق. وأستمر تتابع البطاركة على كرسي ساليق عن طريقة اختيار من هو الاكثر اقتدارا لادارتها وبحسب الظروف والمستجدات التاريخية، ومما هو جدير بالذكر ان مقر الكرسي البطريركي انتقل الى عدة مناطق بحسب الاحداث والظروف السياسية والاضطهادات الدينية التي شنها بعض الملوك والامراء والخلفاء سواء من المجوس او المسلمين تجاه المسيحيين أو بسبب النقص الديمغرافي للمؤمنين في منطقة المركز البطريركي، أو قد يعود السبب الى أهمية وجود المركز في عاصمة البلاد. فانتقل الى بغداد لاعتبارها عاصمة العباسيين في عهد حنانيشوع كما ذكرت اعلاه، وثم الى اربيل ومراغة وكرمليس والقوش  بحثاً عن الامان، وبعد الانشقاقات الكنسية ظهر وجود الكرسي البطريركي في عدة مناطق مختلفة كما سنرى لاحقاً.

تتابع رؤساء كنيسة المشرق من” فافا ” حيث استقرت الادارة  وثُبتت القوانين التي نظمت العلاقات بين الاكليروس والابرشيات وصلاحيات كل مرتبة كهنوتية والسلطة، كما تنظمت الطقوس تدريجياً واتضحت العقيدة الايمانية موحدة ضمن ابرشيات كنيسة المشرق، فنظمت ذاتها على اثر نتائج المجامع التي عُقدت في الاعوام 410 و422 و424 وفي الاخير اعتمدت تسمية البطريرك راس الكنيسة المشرقية. وقد عدت كنيسة المشرق نفسها كنيسة جامعة( كاثوليكية- قاثوليقي)  تجاوزت الاثنية، حيث انضم اليها أقوام متعددة من بلاد النهرين وخارجها. ولكونها في بلاد الفرس التي استمرت مع الرومان في صراعاتها، مما حال دون ان تُحقق علاقات بينها وبين الكنيسة الغربية.

التغيير الاداري والعقائدي

ظلت العقيدة التقليدية للكنيسة المشرقية موحدة لجميع ابرشياتها الى سنة 1552 م حيث ظهر تغيير عقائدي واداري على أثر قيام البطريرك شمعون الباصيدي في سنة 1450 بأقرار نظام التوريث في الكرسي البطريركي وحصره في عائلته ( ابونا) وجمعه للسلطتين الروحية والزمنية بيده. وعلى أثره هيمنت عائلة واحدة على الكرسي البطريركي. وكانت من نتائج هذا التحول الاداري في الكنيسة، ضعف الكنيسة المشرقية فكرياً وروحياُ وراعوياً وادارياُ، فسببت الانقسامات بين المؤمنين والاكليروس، وأخص بالذكر عندما تولى الكرسي صبي صغير الذي رسمه البطريرك شمعون السابع برماما 1538 – 1558 وهو ابن اخيه البالغ من العمر الثانية عشرة فقط ميترابوليتا لعدم وجود غيره في عائلة أبونا، وبعد سنين رُسم فتى آخر بعمر خمسة عشر عاماً. ولهذا الاسباب تذمر المؤمنون وبالاخص في آمد ديار بكر وسعرد وسلماس والموصل واذريبيجان واربيل، فاجتمع اساقفة هذه المناطق ومع عدد من الرهبان والكهنة ووجهاء مدينة الموصل لاعتراضهم على نظام التوريث المذكور فاختارورا يوحنا سولاقا رئيس دير الربان هرمزد بطريركاً عليهم واعلن ايمانه الرسولي في العشرين من شباط عام 1553 بعد سفره الى روما وثُبت باسم ( بطريرك الموصل).

ما الذي حصل بعد يوحنا سولاقا؟

أستمرت الكنيسة المشرقية على يد سلسلة البطاركة في القوش على الادارة الوراثية والعقيدة التقليدية للكنيسة، بينما بعد رجوع يوحنا سولاقا من روما وضع كرسيه في آمد – ديار بكر، وبتأثير من بطريرك الفرع الاخر في القوش على والي العمادية أُعتقل ماريوحنا وتوفي على اثر التعذيب عام 1555 واعتبرته الكنيسة شهيد الاتحاد. واستمر البطاركة على خطه في الكرسي وفقاً لنظام الاختيار وكانت مراكزهم في سعرد وسلماس وخسروا واورميا، وثبتوا على الشركة مع روما الى القرن السابع عشر، ولكن لم يسافر أحدهم اليها لنيل التثبيت وبعضهم لم ينل الاعتراف الرسمي والبعض الاخر ارسل صورة ايمانه الى روما فقامت بتثبيته.

وعندما نقل البطريرك شمعون الثالث عشر دنخا 1662-1700 كرسيه الى قوجانس في هكاري الواقعة جنوب شرق تركيا. عاد هذا الخط من البطاركة الى العقيدة التقليدية لكنيسة المشرق مع تطبيق نظام التوريث للكرسي البطريركي. وبعد سنة 1915 على أثر الاضطهادات التي تعرض لها أتباع هذا الفرع من الكنيسة المشرقية أنتقل الى عدة مدن وانتهى به المطاف في شيكاغو الامريكية، وحاليا يجلس على كرسي البطريركية قداسة البطريرك مار كوركيس صليوا منذ عام 2015  ومقره مدينة اربيل العراقية، ومما هو جدير بالذكر عندما أغتيل البطريرك مار شمعون الثالث والعشرين ايشاي في سان فرنسيسكو الامريكية أنتهى نظام التوريث للبطريركية عام 1976.

ولاسباب عشائرية ولاختلاف في التقويم السنوي انشق فرع من الكنيسة عام 1968 وتبنى تسمية( الكنيسة الجاثيليقية القديمة- حاليا الكنيسة الشرقية القديمة) ومقرها البطريركي في بغداد برئاسة قداسة البطريرك مار ادي الثاني. وبقي الفرع الأكبر على  تسمية ( كنيسة المشرق الاشورية).وهذه التسمية أُطلقت عليهاعند تولي مار دنخا الرابع سدة البطريركية عام 1976 .

كيف ومتى نشأت الكنيسة الكلدانية الحالية؟

أستمرت كنيسة المشرق الام  التي اسسها مار ماري في كوخي في تأدية رسالتها وفقاً لعقيدتها الرسولية التقليدية  وقوانينها التي نُظمت على أثر مجامع اسقفية كما ذكرت سابقاً، مع التشريع الجديد في التوريث لكرسي البطريركية. وكان مركزها في دير الربان هرمزد في جبل القوش شمال الموصل.

أرسل أيليا السابع 1591 – 1617 الى روما وفداً عام 1606 للتباحث في موضوع الاتحاد، وعقد أيليا مجمعاً عام 1616 وتبنى فيه العقيدة الكاثوليكية، ولكن هذا التبني لم يحقق اتحاداً صريحاً مع روما. وفي نفس الوقت ارسل شمعون العشرون من سلسلة سولاقا الذين ارتدوا عن الكثلكة صيغة ايمانه الى روما، وحاول الرهبان الفرنسيسكان التحاور مع الكتلتين لتحقيق الشركة والوحدة ولكن دون جدوى، فبقى البطريركان في القوش وقوجانس بعيدين من هذه الشركة طوال النصف الثاني من القرن السابع عشر، وعليه أصبح حينذاك بطريكيان عن العقيدة التقليدية لكنيسة المشرق احدهما في قوجانس والاخر في القوش.

في سنة 1672 أقنع أحد الرهبان الكبوشيين ويدعى يوحنا المعمذان المترابوليت يوسف في امد – ديار بكر بالكثلكة فأعتنقها وثبتته روما بطريركاً للامة الكلدانية المحرومة من الرئيس، وعليه نشأت سلسلة أخرى جديدة من البطاركة في آمد حملوا لقب ( يوسف) وكان لهم نفوذ على مناطق ديار بكر وسعرد وماردين والجزيرة وسهل الموصل.

وبعد أن تعاظم عدد ابناء كنيسة المشرق الذين انضموا الى الكثلكة في نواحي الموصل، أقدم البطريرك ايليا الثاني عشر دنخا المقيم في دير الربان هرمزد لارسال عدة رسائل الى روما معرباً رغبته عن الاتحاد معها، أنما لتدخل يوسف الثالث بطريرك آمد لم تتحقق هذه الرغبة. وعندما خلفه أبن أخيه ايليا الثالث عشر ايشوعياب 1778 – 1804 عارضه أحد أنسابه وهو يوحنا هرمزد ميترابوليت الموصل الذي أصبح كاثوليكياً سنة 1778 وثبتته روما ميترابوليت على الموصل ومدبراً بطريركياً دون ان تثبته بطريركاً لمعارضة اوغسطين هندي له من آمد ولشكوك روما بمصداقيته. ولما توفي ايليا الثالث عشر 1804 لم يكن في عائلة ابونا ذكر لخلافته، ومن جهة اخرى توفي اوغسطين هندي في آمد، فخلت الساحة أمام يوحنا هرمز وأصبح بطريركاً بعد أن نال التثبيت من روما باسم ( بطريرك بابل على الكلدان) سنة 1830.

 استمر نظام الاختيار للبطريرك ثانية الذي بدأ من ماري مؤسس كنيسة المشرق وثم فافا ومرورا ببطاركة دير الربان هرمزد في القوش الى يومنا هذا حيث الكرسي البطريركي في بغداد يجلس عليه غبطة البطريرك مار لويس روفائيل ساكو منذ سنة 2013. هكذا نشأت الكنيسة الكلدانية الحالية وريثة كنيسة المشرق الام.

الخلاصة والاستنتاج

تكونت حاليا على أثر ما ذكرت من الاحداث التي نقلتها لنا المصادر الكنسية ثلاث كنائس هي:

كنيسة المشرق الاشورية التي كان بطاركتها واتباعها فترة طويلة على المعتقد الكاثوليكي وهي منشقة من كنيسة المشرق الام للاتحاد مع روما عام 1553 م على أثر التغيير الاداري لاختيار البطريرك وسميت كنيسة الكلدان بدليل ان ختم بطاركتها كان معرفاً بعبارة( بطريرك الكلدان)  الى عهد شمعون أيشاي حيث كان ختمه معروفا بعبارة( الضعيف شمعون أيشاي 21 بطريرك الكلدان) وقد غيره البطريرك مار دنحا الرابع  المتوفى 2015)  . وفي سنة 1662 ارتدت عن المعتقد الكاثوليكي لترجع الى المعتقد التقليدي لكنيسة المشرق وتطبيق نظام الوراثة البطريركية الى سنة 1976 .وانشقت الى فرعين بتسمية الاولى  كنيسة المشرق الاشورية والثانية الكنيسة الجاثيليقية القديمة.

أما الكنيسة الكلدانية الحالية والتي يُعرف بطريركها بتسمية( بطريرك بابل على الكلدان) جاءت على أثر تحول كنيسة المشرق الام التي حافظت على ايمانها التقليدي لها حتى عام1830  بدليل سلسلة البطاركة التي تبدأ بمؤسسها مار ماري وتنتهي بالبطريرك مار ساكو الى الايمان بالمعتقد الكاثوليكي والشركة مع روما الى يومنا هذا.

وفي ضوء ما توصلت أليه يتبين جلياً ان كنيسة المشرق الاشورية والجاثليقية القديمة هما المنفصلتان ادارياً  عن كنيسة المشرق الام بدليل سلسلة البطاركة الذين تقلدوا السدة البطريركية الذي لا يرتبط بتسلسل المؤسسين الاوائل. ومن هذا المنطلق ارى ضرورة مراعاة هذه المسالة بروتوكولياً  عند التباحث للاتحاد والشركة مع كنيسة المشرق الكلدانية الام وفي كل المناسبات الرسمية وغيرها.

والسعي للتوعية بأن التسميات الاثنية الملحقة بالكنيستين هي حديثة يمكن تجاوزها لتكون كنيسة مشرقية واحدة في طقوسها وايمانها وادارتها. وبعد الاستئذان من غبطة البطريرك مار ساكو بعد دعوته للكلدان (استيقظوا ايها الكلدان) لاقول استيقظوا ايها الكلدان والاشوريون انكم شعب واحد، شعب بلاد النهرين بتسميات تاريخية حضارية ترجع لحضارتنا النهرينية القديمة وهلموا لتكون كلمتكم الايمانية الروحية واحدة ضمن كنيسة المشرق، ولا بأس ان تكون كنيسة المشرق الكلدانية والاشورية أو بدون ملحقات تسموية لنشعر اننا واحد في الايمان. وان لا تكون التسمية الحضارية الاثنية عائقاً لوحدة مصيرنا والا نحن على الزوال متجهون.

6 إيليا العاشر (1700-1722) شمعون العاشر (1600-1638) يوسف الثاني (1696-1712)
7 إيليا الحادي عشر (1722-1778) شمعون الحادي عشر (1638-1656) يوسف الثالث (1714-1757)
8 إيليا الثاني عشر (1778-1804) شمعون الثاني عشر (1656-1662) يوسف الرابع (1759-1781)
9 يوحنا الثامن (1830-1838)   الكرسي الرسولي في الموصل (1778-1830) شمعون الثالث عشر (1662-1700)  فك الارتباط مع روما (1672)  
10 نيقولاس الأول (1840-1847) شمعون الرابع عشر (1700-1740)  
11 يوسف السادس (1848-1878) شمعون الخامس عشر (1740-1780)  
12 إيليا الثالث عشر (1879-1894) شمعون السادس عشر (1780-1820)  
13 عبديشوع الخامس (1895-1899) شمعون السابع عشر (1820-1861)  
14 يوسف عمانوئيل الثاني (1900-1947) شمعون الثامن عشر (1861-1903)  
15 يوسف السابع (1947-1958) شمعون التاسع عشر (1903-1918)  
16 بولس الثاني (1958-1989) شمعون العشرون (1918-1920)  
17 روفائيل الأول (1989-2003) شمعون الحادي والعشرون (1920-1975)، ولقب بشمعون الثالث والعشرون في عام (1940)  
18 عمانوئيل الثالث (2003-2013) دنخا الرابع (1976-2015)  
19 لويس ساكو (2013- ولحد اليوم) كوركيس الثالث (2015- ولحد اليوم)  

وهناك فرع اخر لكنيسة المشرق تأسس عام 1968 ولقب بالكنيسة الشرقية القديمة، واول بطريرك لها هو توما درمو (1968-1969)، ومن ثم ادي الثاني (1970- ولحد اليوم).

المصادر الاساسية المعتمدة

البطريرك لويس روفائيل ساكو، الكنيسة الكلدانية، خلاصة تاريخية 2015

ويمكن مراجعة المصدر المذكور للاطلاع على سلسلة بطاركة كنيسة المشرق

حبيب حنونا، كنيسة المشرق في سهل نينوى  1991 ويمكن ايضا مراجعة الكتاب للاطلاع على سلسلة البطاركة.

ادي شير ، تاريخ كلدو واثور، المجلد الثاني،طبعة 1913 واعادتة طبعه 1993 في مشيكن الامريكية

الاب البير ابونا، تاريخ الكنيسة الشرقية  1985

الاب البير ابونا تاريخ الكنيسة السريانية الشرقية الجزء الثالث 1993                                                                        

Baum & Dietmar W. Winkler, Die Apostolische Kirche des Osten, Klagenfyrt 2000, p.151-152

توما المرجي ،كتاب الرؤساء،ترجمة الاب البير ابونا 1966

كليروبيل يعقوب، سورما خانم، ترجمة نافع توسا، 2011

 ذخيرة الاذهان ـالقس بطرس نصري المجلد الثالث وقد نشره في استراليا الاب عمانوئيل خوشابا سنة 2005

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!