مقالات دينية

للمؤمن ولادتان وموتان وقيامتان

الكاتب: وردااسحاق
للمؤمن ولادتان وموتان وقيامتان
( … يتعظم المسيح في جسدي سواء أكان يالحياة أم بالموت ) ” في 20:1″ 
تناولنا في مقالنا ( الموت الثاني هو البعد عن الله ) الرابط http://www.mangish.com/forum.php?action=view&id=8200
والموت الثاني يشمل الغير المؤمنين الذين أختاروا الطريق الواسع في هذا العالم والمؤدي الى الهلاك الأبدي . فولادتهم الجسدية واحدة . أما الروحية فلم يلدوا أبداً وأن كانوا أحياء في الجسد ، أي هم أموات في حياتهم الزمنية أيضاً ، ولا يجوز أعتبارهم أحياء كالمؤمنين ، لهذا فالذي أراد أن يتبع يسوع بأيمان ، قبله الرب وقال له ( أتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم ) ” مت 1:3″ ( طالع أيضاً لو24:15 و رؤ1:3 ) نلاحظ بأن الرب لم يفرق بين الموتى في الجسد والموتى في الروح ، بل أعتبر الجميع موتى . والفرق بين الأثنين هو أن الذي يموت من الجسد يعتبر ميتاً مرتان ، أما الثاني فهو في الموت الأول أي بقائه في الخطيئة وعدم أيمانه بالرب فهو الآخر ينتظر الموت الثاني ، وهو أنفصال الروح عن الجسد لكي يلتحق بالذين ذاقوا الموت مرتان ولا قيامة لهما ، والله سيطردهم الى الخارج ” لو 13: 27-28″ وهكذا ستكون نهايتهم مؤلمة وأبدية بعد الموت الثاني .
    أما المؤمن فله ولادتان : الأولى عندما يولد في هذا العالم ، لن تعتبر له ولادة لأنها غير مرضية عند الخالق لكونها ملوثة بالخطيئة الموروثة ، فعليه أن يولد من جديد وهي الولادة المطلوبة من كل أنسان والتي طلبها الرب يسوع من نيقاديموس ، وهذه الولادة تتم بالأيمان أولاً بالرب يسوع وبعمل صليبه المقدس الذي مات عليه لكي يموت الموت الأول مع المسيح في المعمودية حيث يدفن الأنسان القديم فيتحرر من خطيئة الآباء المميتة . فيقوم بعد المعمودية القيامة الأولى ويولد ولادة أولى ، أما الثانية فستكون بعد موت الجسد عندما يتنعم بالحياة الأبدية .
أما عن الموت فيقول الكتاب  ( مبارك ومقدس من له نصيب في القيامة الأولى . هؤلاء ليس للموت الثاني سلطان عليهم ) ” رؤ 6:20″ . نفهم من هذه الآية بأن هناك موتان وقيامتان لأنه قال ، القيامة الأولى من الموت الثاني الذي ذكرَ في الآية . الموت الثاني هو أنفصال الروح عن الجسد كما مات يسوع فسلم الروح الى الآب وهو على الصليب أما الجسد فنقل الى القبر . لكن الموت الثاني لا سلطان له على المؤمن كما لم يكن على المسيح ، لأن المؤمن مقترن بوعود ورجاء لهذا يعتبرأنفصال الروح من الجسد مجرد مرحلة أنتقالية يعبر من بابها لكي ينتقل الروح الى أحضان الله دون أنتظار يوم الحساب ( اليوم ستكون معي في الفردوس ) . أما الجسد فيحفظ الى رجاء القيامة ويكرم ذلك الجسد لكي يصبح جسداً نورانياً ممجداً . أما الهالكين فبعد موتهم الثاني ( لأنهم كانوا أمواتاً وهم أحياء ) سيكون مصيرهم الهلاك الأبدي في بحيرة النار والكبريت ( رؤ 20 ) .
 القيامتان التي يتمتع بها المؤمن ، فالأولى والتي ذكرناها هي روحية تفسيرها هو تحرير الروح من الخطيئة بالأيمان والأعتراف بالمسيح المتجسد بأنه هو الأله المخلص وبعدها ينال سر المعمودية لكي يطهر من كل خطيئة . وهذه الحقيقة وضحها لنا الرب  بقوله ( الحق الحق أقول لكم : أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت أبن الله والسامعون يحيون ) ” يو25:5″ ما قصده الرب بكلمة ( الآن ) أي عندما يكون الأنسان يعيش في الجسد ويكون ميتاً في الروح ويسمع البشارة بالمسيح من المنادين بها فهؤلاء الأموات هم الخطاة الموتى في ذنوبهم ” أف 1:2″ فإن اعترفوا وتابوا وآمنوا سيقومون من بين الأموات ، هذه هي القيامة الأولى لكل مؤمن .
 أما القيامة الثانية . فهي قيامة الأجساد في يوم القيامة لكل الراقدين بعد البوق الأخير حيث سيظهر المسيح على السحاب مع ملائكته القديسين فتقوم أجساد المؤمنين ممجدة وتدخل فيها الروح لكي يقوم القيامة الثانية . لا يدانون ، بل ستكون لهم الحياة الأبدية . وفي نفس اليوم الظالين أيضاً سيقفوا أمام عدل الله في ذلك اليوم الرهيب وتلك الساعة المخيفة . قال الرب عنها 
( تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات الى قيامة الدينونة ) ” يو 28:5″ .
سيفرز الراعي الخراف الصالحين الأبرار ويسكنهم في المنازل التي أعدها لهم وسيمسح كل دمعة من وجوههم لكي يعيشوا معه في النعيم الأبدي 
ولربنا العادل المجد والتسبيح الى أبد الآبدين
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
 
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!