أمريكا والإنبهار الخادع

الكاتب: يوسف الحاضري

العقل اليمني ,,, والتضليل الأمريكي !!!

بقلم د. يوسف الحاضري
Abo_raghad20112@hotmail.com
(( يتضح جليا ان الولايات المتحدة الأمريكية مازالت تُمنِّي نفسها الإبقاء على السيطرة المطلقة على المنطقة من جهة وإجتثاث التعاليم الإسلامية من جهة ثانية في اليمن خاصة والمنطقة عامة وذلك من خلال إحياء أفراد على حساب شعب بأكمله , تسعى لأن تضرب لمجتمعها أروع الأمثلة في الإبقاء على نظامها ليديرها بعد أن ينظروا إلى أوطان أخرى تتقاتل بإسم الدين رغم أنها تق*ت*لنا بإسم الدين , تسعى لأن تبقى المسيطرة الأولى والأخيرة على كل مفاصل الدول لتنتزع ثرواتها مبقية على فتات بالكاد تبقيهم أحياء يمتلكون تلك الطاقة التي بها تكون لهم القدرة على خدمتها , تلتهم ثروات الشعوب العربية شعبا شعبا , وتحتل أراضيها شبرا شبرا , وتستنزف ممتلكاتها جزءا جزءا , وتهيمن على حكامها حاكما حاكما , لتق*ت*ل من تريد وتحيي من تريد , فتعيث في أرض الواقع كل الفساد والخراب والدمار بكل ما أُنزل على الأرض من إجرام , حتى أنها نزعت ما في قلوب أدواتها التنفيذية من أدنى جزئيات الرحمة حتى تلك الموجودة في غريزة الحيوان , لتنقلب بعد ذلك إلى أهلها وشعوبها معطيةً إياهم حصيلة ما أستولت عليه من تلك الأوطان عاكسة لهم كل عوامل الرحمة والشفقة والود والرأفة التي من خلالها تتعامل به مع الشعوب الأخرى على شكل إعلام تضليلي تارة في شكل فيلم هوليودي , وتارة في شكل أخبار عاطفية , وتارة ثالثة في شكل أحداث نادرة (كأن يُق*ت*ل منها جندي فتعكس الأمر للرأي الداخلي بأنهم يق*ت*لوا أبناءنا ويأسروهم في وقت أننا نسعى لرفاهيتهم وحريتهم ) , وللأسف يتسابق العرب أنفسهم المضطهدون من سياستها ليسقطوا مغترين بها ويصدقونها ويصفقونها وينبهرون بسياستها وأسلوب إدارتها قبل أن يسقط أصحاب الشأن أنفسهم “الشعب الأمريكي” في هذا التضليل , فنجد أن مدح أمريكا على ألسنة العرب أكثر منه على ألسنة الأمريكان , ونجد أن علامات الإنبهار في وجوه العرب أكثر من تلك التي في وجوه الأمريكان , لنصل إلى إنجرار خلفهم عربي أكثر من ذلك الإنجرار الأمريكي الذي نجده تارة يؤيد الحزب الديمقراطي وتارة يؤيد الحزب الجمهوري وفقا لما يجده في نفسه أن هذا الأصلح من ذا .
 يتم في الصباح ق*ت*ل الأب العربي ليأتي الظهر وقد إبتسم الإبن في وجه القاتل الأمريكي مغترا بما يكون ومن يكون وإلى من يكون , مبرءاً له من كل أنواع الجرائم التي قام بها حتى وإن كان قد رآه صباحا يمزق أباه , راميا جم غضبه على إبن جلدته متهما إياه بكل صفات الحقد والغل واللإنسانية وكل موجبات الغرائز الحيوانية فيه .
أمريكا من خلال إعلامها صنعت جيلا عربيا مهترءاً , أوثقت رباطه بحبل صراطها القويم , تق*ت*ل وتذبح وتسفك الدماء ليلا ونهارا , سرا وجهارا , لتأتي صباح اليوم التالي لتجتمع بإعلاميين يمنيين لساعة واحدة أو تقل , لتخرج هذه النخبة الإعلامية المتعلمة المثقفة وهي تسبح بحمد هذه الدولة وتمجدها وتقدسها راميه جم عشقها وحبها لها مفرزة كل جوانب البغضاء والشحناء على أبناء جلدتهم من اللجان الثورية الذين يقضون معظم لحظات أيامهم متنقلين ما بين برودة الفجر وحرارة الضحى وزمهرير الظهيرة ورياح العصر ورعب الليل لكي يمنعون عننا بضع نزوات الخوف على أنفسنا وأعراضنا وممتلكاتنا وكل جزئيات حياتنا , فأي عقلية يمتلكها الإنسان اليمني هذا , يكفر بكل شواهد الحياة اليومية الملموسة ويؤمن بكلمات لحظية مضللة قد تكون ممزوجة بدراهم معدودة .
هل سبب إمتلاك اليمن لهذه العقلية المهترأة المنتهية ممن يسمون أنفسهم إعلاميين سببها الوضع الإقتصادي الهابط لدى هؤلاء وحالة البؤس والشقاء المادي الذي يعيشونه وأهليهم وأبنائهم مما يجعلهم مثل ذئاب الغابة تتسابق على بقايا فضلات هذه الجهة او تلك لتأكل منها وهي تهز رأسها متماشية مع إهتزاز حركات أسنانها موافقة لتلك التوجيهات التي تتساقط على رأسه من وكيل تلك الدولة في أرضه “اليمن” ,,, وهل سد رمق الجوع سببا مقنعا لتلك الذات والأنفس ليتحول من صاحب أرض ومالكها إلى عبد مستأجر مملوك في نفس الأرض التي يُسمى بإسمها “اليمن ويمني” ؟؟!!
الوصف لا يختلف بتاتا عن تلك الشريحة المجتمعية اليمنية المثقفة التي نصبت أنفسها أنها إعلامية من خلال صفحات الفيس بوك لأنها ساقطة أيضا في نفس مستوى تلك العقليات إن لم تكن أكثر سقوطا منها لأنها تمتدح أمريكا وتعشقها كذلك الرجل الذي يمتدح رجلا آخرا بأنه يُربي أبناءه أفضل تربية ويدرسهم أفضل تدريس ويلبسهم ويغذيهم ويعيشهم أرقى ما يمكن أن يصل إليه إنسان متناسيا أن هذا الرجل المهتم بأبناءه قد أستخدم أموال الرجل المادح له في الإنفاق على أبناءه بعد أن هجم عليه وأنتهك حرماته وأغتصب أمواله وسرق ممتلكاته وفي نهاية المطاف هاهو يُمتدح من قبل المجني عليه !!!! فأي تركيبة عقلية يمتلكها الكثير من أبناء اليمن خاصة !! ما هي مستوى تلك القدرات البيولوجية التي يمكن لنا أن نتخيلها تسكن تلك البقعة في تلك الرؤوس !! فهل ياترى للتاريخ تأثير عليها أم للجغرافيا أم للمناخ أم للمجتمع أم ما هي تلك الإفرازات العصبية التي تجعل تلك الأفكار تسيل لأن يمتدح في الأخير شخصا آخرا إنتهك حرماته ونهب ثرواته !! أنبئوني عنها وعن محتواها فقد والله عجز التفكير عن التحليل وعن التخيل وكأنني أتخيل محتوى الجنة التي لا يخطر على قلب بشر !!!
عندما ينهج يمنيٌ منهاج حزب معين أو فكر معين ثم يرى أن منهاج حزب آخر أو فكر آخر هو الأنسب لليمن أرضا وإنسانا فيتم تغيير نهجه يتم وصفه من قبل اليمنيين ب”متعدد الشرائح” مستنقصينه أيما إستنقاص , بيد أنهم لما يجدوا الأمريكي تارة ينتخب مرشح الحزب الجمهوري وأخرى ينتخب مرشح الديمقراطي فإنه يتم وصفه من قبل نفس اليمنيين ونفس العقلية بأن هؤلاء واعيون وفاهمون ومثقفون ومتعلمون ويعلمون أين تكمن مصلحتهم دون الإرتباط بحزب معين أو فكر معين إرتباط البعير براعيها , فأي إنبهار يمكن أن نصف هذه العقول !!
عندما يق*ت*ل يمنيٌ يمنيا آخرا سواء كان الق*ت*ل متعمدا أو خطئا فإن أهل المقتول تثيرهم غريزة البقاء والإنتماء والدماء فيرتفع مستوى سريان الدم في أجسادهم حتى يحمر وجوههم ليسابق غضبهم أقدامهم إلى أهل وذوي القاتل لينفوه من فوق الأرض , وعندما يسرق السارق شيئا من أحدهم فإن الدنيا تقوم ولا تقعد حتى يعيد ما سُرق منه ويتم التحذير من السارق ونزع كل ذرة إحترام له من وسط ذلك المجتمع , وعندما يتم إنتهاك عرض أحدهم فإنه ونتيجة لهذا الإنتهاك تنتهي بيوت وأسر وتتشرد أطفال وبنات كردة فعل لمن تم إنتهاك عرضه , هذا عندما يكون يمنيا مع نظيره اليمني , بيد عندما يكون القاتل أمريكي , والسارق أمريكي , والمغتصب أمريكي فإن كل علامات المديح والثناء والإنبهار بما قام به تغزو ألسنة اليمني وقلوبهم ومنهاج حياتهم جراء تلك الحملات الإعلامية التضليلية التي سيطرت على كل جزئيات حياتنا بكل تفاصيلها ومفرداتها , وفوق كل كهذا ننحني أمامهم ذُلاً وخنوعاً وخضوعاَ , فهذه هي العقلية اليمنية .
المشكلة الأشد والأخطر أنه يكمن في عقلهم الباطن أو الخفي تصديقا لما يعتقدونه وإيمانا مطلقا بما ينهجونه , فهم يؤمنون أن الأمريكي مهما عمل أو نهج أو قال فإنه صادقا واعيا صائبا فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , أما إبن جلدتي وترابي وبلدي وفكري وديانتي فهو مشكوك دائما في صحته ولا يفقه شيء , ولا يمكن لنا أن نتعامل معه تعاملا فكريا منهجيا وطنيا , فهذه العقول ليست مخلوقة بهذه الإختلالات العظيمة ومشوهه بهذه العاهات السقيمة وإنما تم تنميتها والسهر على تشكيلها بهذا النمط المعين ليتم إستغلالها بقية حياتها , فسبحان من وصفها بأنها أضل من عقول الأنعام والتي في الأساس لا تمتلك عقول , فكيف هي تلك الضلالة من ضلالة اللاشيء !!!!!!

..