مقالات دينية

قصص الطو*فا*نات بين العلم والأساطير والأيمان

الكاتب: وردااسحاق
 قصص الطو*فا*نات بين العلم والأساطير والأيمان / الجزء الأول
بقلم / وردا أسحاق عيسى  
 
 ( وفي ذلك اليوم أنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم ، وانفتحت طاقات السماء ) “ك 11:7”
لأستكشاف أسرار الأرض في الماضي السحيق ومعرفة التغيرات الكثيرة التي طرأت على سطح الأرض فعلينا أن نتطلع على بحوث العلماء الجيوفيزيائين والجيوكيميائين وعلماء الآثار الذين نبشوا المدن وشقوا التلال وبحثوا تحت ظلمة لجج البحار والمحيطات مستخدمين كافة العلوم ، كعلوم المحيطات ، وعلم المناخ ، وعلم الأنثروبولوجيا ، وعلم الوراثة ، وعلم اللغة لسبر عصر ما قبل التاريخ للوصول الى الحقائق التي تكشف عن أسرار الطو*فا*ن الشامل ، وكذلك تحديد التواريخ بدقة بواسطة كاربون 14 المشع . ويجب أيضاً أن نتطلع على قصص الأساطير القديمة المدونة على ألواح طينية أو حجرية والتي يصل عددها الى 250 أسطورة ، حيث لكل أمة أسطورة في مختلف بقاع العالم وحتى للأسكيمو وشعوب المايا والهنود الحمر. قصة الطو*فا*ن هي من أكثر القصص أنتشاراً في العالم . كما علينا التركيز على كل ما كتب في التورات عن الطو*فا*ن الذي غير وجه الأرض
 
  عناوين المواضيع التي سيتنالها الموضوع بشرح موجز وفق النقاط التالية
  1-    ما هو الطو*فا*ن ؟
  2- كيف كان شكل الأرض قبل الطو*فا*نات ؟
  3-ما هي أبرز الطو*فا*نات التي ضربت الأرض ؟
  4-هل كانت الطو*فا*نات أقليمية ، أم كان هناك طو*فا*ناً شاملاً ؟ 
  5- ما هي مصادر مياه الطو*فا*ن الشامل ؟
  6- كيف أختفت المياه التي غطت الجبال لكي تظهر اليابسة ؟
  7- ما هوالقوس قزح ؟ 
  8- كيف انقسمت الأرض الى قارات ؟ 
  9- ما هي نقاط التشابه والتناقض بين أساطير ما بين النهرين وقصة سفر التكوين ؟ 
  10- ما هي الدروس اللاهوتية المستنبطة من الطو*فا*ن ؟ 
  1- ماهو الطو*فا*ن : الطو*فا*ن هو ثورة المياه على اليابسة ، وهو الحد الفاصل في التاريخ . سبب الطو*فا*ن هو سقوط الأمطار الغزيرة ، أو بسبب أرتفاع منسوب البحار والمحيطات مما يؤدي الى حصول المد المائي الذي يضرب اليابسة ، أي 
 تسونامي ( وتسونامي هي كلمة يابانية مركبة من “تسو ” يعني الكبير ، و” نامي ” يعني الموجة . أي الموجة الكبيرة  2- كيف كان شكل الأرض قبل الطو*فا*نات ؟ كانت الأرض منبسطة وقليلة الأرتفاعات وهادئة لا تعرف الزلازل والبراكين والأمطار والرياح ، مغطاة بالمياه لمليارات السنين . يقول سفر التكوين  وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاه) ” تك 2:1 ” وكذلك يقول العلماء أن القارات كانت ملتحمة وتشكل أرضاً واحدة . ظهرت اليابسة على شكل قارة واحدة وحسب نظرية زحزحة القارات  ، وهذا ما يتفق مع الآية 
 
  ( وقال الله لتجمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ، ولتظهر اليابسة ، وكان كذلك ) ” تك 9:1 ”  
   ثم تجزأت الى عدة قارات وابتعدت عن بعضها وما تزال . أكدت البحوثات العلمية بأستخدام الأنعكاسات المغناطيسية ورسم خرائط لقياسات الأعماق لقاع البحار والمحيطات فحُدِدَ مسارات القارات بدقة رائعة 
ملخص لمراحل التغيير في جغرافية الأرض 
 

المرحلة الأولى : كانت الأرض واحدة مغطاة بالمياه وحسب سفر التكوين ” تك 2:1 ” المرحلة الثانية : بروز كتلة واحدة من اليابسة قبل 360 مليون سنة لتشكل قارة واحدة أطلق عليها (بنجايا) وتعني كل الأرض ، وكان يحيطها المحيط المائي سمي بنتلاسا ( هذا حسب نظرية زحزحة القارات للعالم الألماني ألفريد فيجنر ) وكذلك بالنسبة الى سفر التكوين ” تك 9:1″  المرحلة الثالثة : أنقسمت كتلة اليابسة قبل 200 مليون سنة الى جزئين أو الى قارتين ، الشمالية أطلق عليها لوراسيا والجنوبية جندوايا ، وكان يفصلها بحر ( تيتس ) ويحيطهما المحيط المائي  المرحلة الرابعة : قبل 60 مليون سنة بدأت الكتلتين بالأنقسام الى قارات أخرى ، فلوراسيا أنقسمت الى (أوراسيا) أي أوربا وآسيا وأميركا الشمالية . بينما أنقسمت جندوايا الى أفريقيا وأميركا الجنوبية وشبه القارة الهندية التي لم تكن ضمن قارة آسيا
 
المرحلة الخامسة : أنقسمت الى ما هو عليه اليوم.  3 – ما هي أشهر الطو*فا*نات التي ضربت الأرض ؟ وقراءة التاريخ من خلال العلم والأساطير:  أ‌- طو*فا*ن البحر الأبيض المتوسط  قبل سبعة مليون سنة كان البحر المتوسط بحراً كما هو الآن ، لكن قبل 5.6 مليون سنة حدث تبخر لمياه البحر ففقد مياهه تقريباً بسبب عدم وصول مياه المحيط الأطلسي اليه لأنفصاله عنه بسبب أرتفاع قوي في منطقة جبل طارق نجم عن حركات تكوينية أرضية فالتأم النتوء الأفريقي في دولة المغرب مع النتوء الأوربي في أسبانيا ، سميّ بسد الموت . نشفت مياه البحر المتوسط فتحول الى صحراء لمئات آلاف السنين ، بعد ذلك أعقب نشاط تكويني لاحق قبل 5.3 مليون سنة أدى الى هبوط ضفاف مضيق جبل طارق البالغ 14 كم ،  فأندفعت مياه الأطلسي نحو حوض المتوسط وبقوة وسرعة هائلة بدأ على شكل شلال خفيف واجه الجبل الصخري الذي أستمر آلاف السنين فتعمق المجرى تدريجياً بعد أن أزاح الصخور ، فوصل العمق الى ألف قدم تحت مستوى المحيط الأطلسي . وكما قال فريق من معهد ألميرا لعلوم الأرض في برشلونة – أسبانيا ، بأن تدفق المياه في ذلك الشلال أزداد كثيرا لكي تفوق قوته شلالات نياكارا بآلاف المرات ، فكان طو*فا*ناً عظيماً على صحراء عظيمة مساحتها 2.5 مليون كم مربع ملأها بسنتين أو يقال عشرة سنوات . فهل يمكن أن يكون اصل قصة طو*فا*ن نوح كارثة مشابهة وأكثر حداثة ؟ وهل كان هناك أنساناً على وجه الأرض في ذلك التاريخ ؟ قال وولتر بتمان ، أنا واثق أنه كان هناك طو*فا*نات أخرى مثل طو*فا*ن المتوسط لم تحدث بسبب الأمطار بل بسبب الأمتلاء المستمر لمنخفضات كبيرة محصورة.  في فترة زمنية جيولوجية تعود الى 18000 سنة كان البحر المتوسط أكثر انخفاضاً مما هو عليه الآن ، وعلى مستوى 130 متراً تحت مستواه الحالي . وبعد 6000 سنة اي قبل 12000 سنة وبسبب أرتفاع درجات الحرارة الكونية في الفترة المساة بالجليدية الرابعة ارتفع مستوى البحر المتوسط 60 متراً، فأندفغت مياهه عبر مضيق الدردنيل لكي تملأ منطقة بحر المرمرة بالماء ، فتساوى مستوى البحرين.   ب‌-  طو*فا*ن البحر الأسود ( بحر الموت )
 في 27 مايو 2008 عرضت قناة هستوري الأمريكية برنامجاً بعنوان (طو*فا*ن نوح العظيم ) وكان البرنامج يحتوي على آخر الأكتشافات العلمية الحديثة لطو*فا*ن حدث في البحر الأسود ، فقدم البرنامج المسوحات الرادارية لمضيق بوسفور الذي يربط البحر الأسود بالمرمرة وأكد على وجود دليل على حدوث تدفق عظيم للمياه من البحر المتوسط الى الأسود ، والأدلة العلمية تثبت أن البحر الأسود كان بحيرة عذبة يسكن حولها شعوب قديمة من ( قوم نوح ) وجدت آثار لها من أدوات خشبية كانوا يستخدمونها ، قُدِرَ عددهم بخمسة مليون أنسان ، وكانت البحيرة مصدر رزق وماء لهم . فهل تسمية البحر الأسود تعود الى رمز الحزن البشري وفناء معظم البشر خلال الطو*فا*ن العظيم الذي حدث قبل 7500 سنة  . كان الطو*فا*ن قوياً وسريعاً غمر كل شىء ولم ينجو من سكان المنطقة غير نوح وعائلته في السفينة التي رست بعد 40 يوماً على جبل أراراط. 
 
 كان البحر الأسود واحة فريدة وجنة لحضارة قديمة ، وفي وسط حوض البحر الأسود الحالي بحيرة ، وكان سطح البحيرة على مستوى 120 متراً تحت سطح البحر . وكانت مياه البحيرة  عذبة وحولها مدن وقرى ، سكانها كانوا يمتهنون الزراعة والرعي والحرف اليدوية والتجارة والطب ، أندفعت المياه من بحيرة المرمرة قبل 7500 سنة وهي الفترة المقاربة لعمر نوح فشقت المياه الحاجز الطبيعي في البوسفور على شكل شريط ضيق هزيل لكنه بدأ يكبر ويحفر مساره عميقاً في الأرض الى أن تحول الى نهر فأخذ يصب في كل يوم عشرة أميال مكعبة من المياه في بحيرة الأسود ، وهي تبلغ 200 مرة ضعف حجم المياه المتدفقة اليوم في مساقط شلالات نياغارا ، فكانت تحدث ضجيجاً وأهتزازاً مدوياً يمكن سماعه في أي بقعة من البحر الأسود فولد بحراً جديداً . كان هذا الحوض يملأ بمعدل 15 سم في اليوم الواحد فارتفعت المياه لتكسح الأراضي القريبة وبسرعة مقدارها 80 كم في الساعة . كان الماء يسقط من أرتفاع 120 متراً محدثاً جلبة ودوياً كالرعد فكان يسمع في جميع أنحاء بحيرة الأسود . ويعتقد العالمان الأمريكيان الجيوفيزيائيان وليم راين وولتر بتمان من جامعة كولومبيا بأن هذا الحدث دام 300 يوماً ليرتفع مستوى البحيرة الى مستوى البحار ، أي تساوت البحار ( المتوسط والمرمرة والأسود ) فكان الطو*فا*ن رهيباً غمر مناطق شاسعة وابتلع كل تلك المنطقة . هرب سكانها الى غرب أوربا وآسيا الوسطى والصين والى مصر وما بين النهرين . ويعتقد البعض بأنهم اصل السومرييين الذين أسسوا أول حضارة في ما بين النهرين . فهل فعلاً كانوا هم أصل السومريين ، أم كان هناك طو*فا*ناً آخر في منطقة أخرى هرب منها سكانها الى ما بين النهرين ؟
ج- طو*فا*ن سهل أيدن أو أدن ( الخليج العربي ) وأصل السومريين  سهل أيدن أو أدن أي ( عدن ) هي أرض الخليج العربي الذي كان سهلاً أخضراً ولمدة 200 ألف سنة . أستوطنه الأنسان القديم . كانت أرضه جنة خضراء تتوفر فيها أنواع عديدة من الأشجار والنباتات ، وكان يكثر فيها الحيوانات التي كانت توفر الغذاء الدائم للسكان . كانت تسمى تلك الأرض باللغة السومرية ب ( أيدن أو أدن ) وتعني السهل الأخضر ، ولا علاقة لهذا الأسم بأسم مدينة عدن اليمنية حيث يدعي أهل اليمن بأن جنة عدن كانت في بلادهم ، وكذلك أهل ما بين النهرين لمرور دجلة والفرات في أرضهم ، وأيضاً أهل أرمينيا يقولون كذلك لأن النهرين العظيمين ينبعان من أراضيهم . وهكذا اللبنانيين لوجود قرية ( هادن ) في بلادهم ويدعون بأنها محورة من كلمة عدن، وكذلك بلدان أفريقية تدعي بأن جنة عدن كانت في بلدانهم ، لكن الحقيقة جنة عدن كانت موجودة في أرض سهل آيدن وبحسب الأكتشافات الأثرية وقراءة الألواح السومرية ، أضافة الى مرور أربعة أنهرفي جنة عدن وبحسب الكتاب المقدس . فهذه الأرض هي الوحيدة التي تمر منها أربعة أنهر وهي دجلة ( حداقل ) وبالآرامية ( دقلث ) . والفرات ( براتو ) ، ونهر جيحون القادم من أرض كورش أي ( كارون ) . ونهر فيشون ( الباطن ) القادم من الجزيرة ويقطع أرض سهل أيدن ، وكانت الأنهر الأربعة تمر في هذا السهل وتصب في البحر العربي في منطقة مضيق هرمز. أرتفع منسوب مياه البحار فحدث طو*فا*ناً على المنطقة بسبب أرتفاع منسوب مياه البحار والمحيطات فصبت مياه البحر العربي في أرض أدن ، ولم يكن هناك حاجز بين البحر وأرض أيدن كمضيق دردنيل أو بوسفور ، أي لمجرد أرتفاع منسوب البحر بدأت تصب في ذلك السهل . السكان ولوا الأدبار نحو الشمال وأستقروا في دلتا دجلة والفرات جنوب ما بين النهرين أي في أرض سومر ، حاملين معهم خيالاً مفعماً بالروح ، تاركين جنتهم المطمورة خلف ظهورهم بسبب الطو*فا*ن الذي حولها الى خليج دائم فنقلوا الى الأرض الجديدة مهاراتهم وخبراتهم في الزراعة والرعي والحرف الأخرى . تم تصوير أفكارهم وتاريخهم ومهارتهم السابقة في ملحمة كلكامش وبقدر ما وصل الى عهد كلكامش من تلك القصص عن طريق القصص المتوارثة . وهؤلاء هم أصل السومريين الذين بنوا أول حضارة في التاريخ بدأت ما قبل الطو*فا*ن الشامل . أم هل للسومريين أصول أخرى ؟ كتب عالم الآشوريات المعاصر ( جان بوتيرو ) عام 1987 ، فقال ( لا نعلم أي شىء عن صِلاة السومريين السابقة لأنه يبدو أنهم قد أحرقوا كل الجسور التي تربطهم بموطنهم الأصلي ) . أما عن وجهة نظر السومريون حول ماضيهم الغريب فقد ورد في قصيدة ( الحكيم الخارق ) حيث يشير الطو*فا*ن العظيم الى نهاية الزمن الأسطوري ، وأستهلال الزمن التارخي . ومن المثير للأهتمام أنهم اعتقدوا أن الحكماء السبعة ظهروا من البحر خلال الأيام الأولى بهيئة أنسان يرتدي جلود السمك . وفي ملحمة كلكامش يُعزي للحكماء السبعة أنهم شَيّدوا أسوار مدينة أوروك وجلبوا فنون الحضارة الى السومريين وهي ، الزراعة والري واستخدام النحاس والذهب والفضة . وسيبقى السؤال عن المكان الأصلي الذي قدم منه السومريون من دون أجابة حتى الآن . لكن لا يمكن أن يكون أصلهم من سكان البحر الأسود وذلك لأكتشاف آنيات فخارية متطورة ومزينة برسوم هندسية مفصلة ومزججة بشكل متقن ورائع في بلاد ما بين النهرين وفي سوريا ، وفي القرون التي عاصرت طو*فا*ن البحر الأسود . وهذا دليل على وجود حضارة في جنوب العراق والهلال الخصيب قبل هجرة أبناء البحر الأسود.  طالع مقالي السابق عن جنة عدن على الرابط:   رابط المقال
http://www.mangish.net/forum.php?action=view&id=6055 
د – طو*فا*ن ما بين النهرين حسب الأسطورة السومرية ( أ )  تم أكتشاف نص هذه الأسطورة على ألواح عثر عليها في بلاد سومر جنوب ما بين النهرين ، في خرائب مدينة ( نفر ) . ومصادر أخرى تقول أن أقدم مصدر تحدث عن هذا الطو*فا*ن هو لوح سومري عثر عليه في مدينة ( أريدو ) ويعود تاريخه الى القرن الثاني والعشرون ق.م ، حالياً موجود في متحف جامعة بنسلفانيا الأمريكية.  تنص هذه الأسطورة بالقول قررت الآلهة السومرية فَني بني البشر بسبب أزعاجها بالضوضاء وعدم مقدرة الآلهة من النوم . فكان الطو*فا*ن لعنة من الآلهة وأمراً منهم فقد بكت ( ننتو ) على الأنسان الذي صنعته بأيديها ، وصعقت ( أنانا ) بالقرار ، أما ( أنكي ) فقد دهش بسبب قرار الآلهة من أجل أنقاذ البشر بواسطة أختياره أنساناً ملماً وحكيماً أسمه ( زيو سدرا ) الذي هو ( باشيشو ) وكان يحكم مدينة ( شروباك ) كما كان راعياً لمعبد الآلهة ، وكان يسجد ويركع بخشوع لها وقد نام في المعبد في أحد الأيام بسبب التعب بعد أن قدم الطقوس اللازمة للآلهة ، فرأى حلماً غريباً حيث شاهد ( أنكي ) واقفاً قرب جدار المعبد يناديه لكي يقف الى يساره ويستصغي اليه . فوقف كما أمره، فأخبره أن مجمع الآلهة قرروا بأرسال طو*فا*ناً عظيماً يفني بني البشر ، فأمره بصنع سفينة ضخمة يدّخِلُ فيها بذرة من كل ذي حياة لكي لا تفنى الحياة على الأرض.
  فنهض مذعوراً وقام بصنع السفينة ، وبعدها هبت عاصفةً هوجاء ولمدة سبع أيام وليالِ فكانت السفينة تطفو في محيط لا ينتهي من المياه . حقاً كان صراعاً بين الحياة والموت ، وكانت الشمس قد أحتجبت ضوئها ، وعكف ( أوتو ) خلف الغيوم يراقب المياه المظلمة التي أنهت الحياة . وفي اليوم الثامن ظهر ( أوتو وأنليل ) وأنتهى الطو*فا*ن فرست السفينة على جبل نيزير. . دونت هذه الأسطورة باللغة السومرية على ألواح طينية بعد الطو*فا*ن بألفي سنة ، وهي أقدم قصة للطو*فا*ن ذ – الأسطورة السومرية (ب ) تتحدث هذه الأسطورة عن أجتماع مجموعة من الآلهة السومرية ، ولكل منهم مسؤولية فالأله ( أنا ) نجدها صاعدة الى السماء . أما ( أنليل ) فكان صاحب القرار.
  أما المسؤول عن حجز المياه فكان ( أنكي ) الحكيم الذكي . الذي كان الرتاج الذي يحجز المياه بيده .
  والإله ( أدد ) هو أله الرعد والزوابع والسحب . أما آلهة السماء ( أنوناكي) فأصدرت الأوامر الى ( أيجيجي ) لحمل عبء العمل عم جميع الآلهة. لما أزداد ضجيج البشر على الأرض ، قررت الآلهة بمحوهم جميعاً بطو*فا*ن عظيم . وكان من بين البشر
. رجلاً طيباً وحكيماً بشكل خاص في أحدى المدن السومرية ويدعى ( أتراحاسيس ) أبن ( أوبارا – توتو ) كانت أذناه مصغيتان للأله (أنكي ) لكن أنكي مطالب أن يقطع عهداً في وسط الآلهة بانه لن يخبر البشر بالقدر المشؤوم المقبل.
ولكنه بعد ذلك يجد طريقاً للخروج من هذا المأزق لينذر الأنسان بوقوع الطو*فا*ن من خلال التحدث الى جدار منزل أتراحاسيس فقال: يا كوخ القصب ، تأكد من الأضغاء الى كلماتي قُم بتفكيك منزلك ، وأصنع قارباً أترك الممتلكات ، وأنقذ الأشياء الحية سوف يتم تدمير العالم ، ولم تكون هناك عودة الى هذا المكان  كما أمر أتراحاسيس بأن لا يخبر أناسه عن غاية بناء القارب أو عن أستياء الأله ( أنليل )
بل أن يخدعهم . فكل ما كان يقوله أتراحاسيس لشعبه هو أن ألهي على خلاف مع ألهكم .
 أستخدم أتراحاسيس النجارين ، وعمال القصب ، وأولئك الذين يستخدمون القار لأغلاق الشقوق من أجل بناء القارب المطلوب . ولكن لا أحد يعلم بالهدف الحقيقي لبناء القارب . كان حجم القارب هائلاً ، ملأه بجميع أنواع الحيوانات ، والطيور ، والبذور . وفي الأخير صعد هو وعائلته وبعض المختارين من ذوي الصناعة والخبرة والقرابة .
 تكلم ( آدد ) بصوت عالٍ وعميق من بين السحاب فدوّيَ فوق الأرض ، وكان أكثر أرعاباً للبشر من صوت أي رعدٍ سمع قبل ذلك.
  كان ذلك الصوت علامة تحذير لأن الطو*فا*ن أصبح وشيكاً وساعة الصفر بدأت تقترب لكي يبدأ الطو*فا*ن. بعد سماع الرجل أتراحاسيس ذلك الصوت ، أغلق باب السفينةِ  ، فبدأت تهطل الأمطار وتهب الرياح وبدأ
 
الطو*فا*ن بكل عن*فوانه فأكتسح كل أشكال الحياة وأنفتح المزلاج الذي كان يحجزمياه البحار فأرتجفت الأرض ولفت سحابة من الضباب الكثيف الذي أعاق الرؤية وبدأ الظلام الحالك . وحتى ( الأيجيجي ) وهي الآلهة الأقل شأناً ، تصاب بالرعب ، فتهرب صاعدةً الى سماء آنو حيث تجثم كالكلاب الخائفة  أما الآلهة الأعظم شأناً وهم ( الأنوناكي ) فتحتشد في سماء ( آنو ) وقد تملكهم الفزع ايضاً . ويسمعون صوت ( نينتو ) وهي الأم الرئيسية ووالدة كل البشر . تصرخ من الألم المبرح لما وقع على ذريتها الميتة والتي تطفو فوق المياه . أستمرت العاصفة سبعة أيام وسبع ليالي ، أرتفعت المياه فوق قمم الجبال العالية  بعد أنتهاء العاصفة أطلق أتراحاسيس بعض الطيور فكانت تدور وتحوم ومن ثم تعود بحلول الغسق لأنها لم تشاهد أية أرضٍ يابسة . وفي المرة الثالثة تختفي الطيور ولم تعود فيبتهج الناجون . رست السفينة على شاطىء غريب ، فقام أتراحاسيس بفتح بوابات مركبته لكي يخرج جميع المخلوقات الحية ، وبعدها يقدم القرابين للآلهة ، ويهيىء لهم وليمة تتألف من خروف غضٍ مطبوخ بأعشاب عطرة وتوابل مع الخبز والتمور والتين ، والحلوى ، والنبيذ ، وجعةٍ ، فينزل الآلهة وسجعات المجاعةِ على شفاههم من حيث كانوا في موضعهم السماوي الآمن وتجمعوا مثل الذباب فوق التقدمة وهم في جوع شديد وتعطش الى الشراب فملأوا بطونهم الى حد التخمة حتى أستنفذ كل شىء . كان الغضب ظاهراً على وجوه الآلهة ، خاصة على الأله ( أنليل ) لأن بسببه  قضي على جميع أشكال الحياة لهذا عبّرَ ( أنليل ) عن أسفه ، ويعّد العدة لأعادة تأهيل الأرض بالبشر ، فيقوم بمباركة أتراحاسيس وزوجته . مانحاً أياهما الخلود ، ويرسلهما للعيش في أرض بعيدة.  ه- طو*فا*ن حسب الأسطورة البابلية أنها قصة مذهلة تلقي ضوءاً جديداً على قصة الطو*فا*ن ، وتعطي معنى متجدد للآساطير القديمة ، أكتشفها الأثاري البريطاني ( جورج سمث ) من ألواح متكسرة جمعها من مكتبة الملك ( آشور بانيبال ) في نينوى . سمث علّمَ نفسه كيف يعيد تشكيل مادة اللوح المتكسر في المكتبة العريقة التي كانت تحتوي على مئة ألف لوح ، لكنها متكسرة بسبب الحرائق . كان يعيد أحجبة من قطع صغيرة مع تصنيف آلاف الكسر الموجودة الى زمر . تمكن سميث من جمع أثنا عشر لوحاً تحكي ملحمة البطل كلكامش والتي كانت من أروع ما وصلنا من العراق القديم وهو أهم عمل أدبي ظهرفي بلاد ما بين النهرين ألف وأعيد صياغته على مدى ألفي سنة ، ويعتبر كأنشودة وطنية لأهل البلاد في ذلك العصر . في صبيحة يوم خريفي من عام 1872 تمعن سمث في المجموعة التي دعاها ( الأسطورة والخرافية ) والتي كان تواقاً الى ترجمتها . توصل في ترجمة اللوح 11 فقال       حين نظرت أسفل العمود الثالث  ، وقعت عيناي على عبارة أن السفينة وقفت على جبال نيزر ، تليها قصة  الحمامة وعدم أيجادها مكاناً تحط عليه  ، ومن ثم عودتها  . أما في اللوح  رقم ( 12 ) الخاص بملحمة كلكامش فتقول عن هذا الطو*فا*ن ، فقال : ( بنى أوتنابشتم الفلك بسبعة أيام من سبع طوابق كالزقورات القديمة ودخل فيها مع أهل  بيته وكل أنواع الحيوانات . ولما جاءت ساعة الصفر التي أعلنها اله الشمس ( أنليل ) أغلق الباب لكي يبدأ الطو*فا*ن لمدة سبعة أيام 
(أنليل ) أرسل أوتنابشتم الطيور لفحص المياه ،الحمامة ، ثم  السنونو ، ثم الغراب ، بعد ذلك يأتي الأله 
 
 على السفينة فيأخذ  أوتنابشتم وينقله الى جنان الفردوس مع أهله .
   ألقت أحدى الآلهات قلادتها المرصعة بالجواهر في السماء لتكون علامة عهد على أن لا يغرقوا العالم ثانيةً والتي تقابل القوس قزح التي كانت علامة عهد بين الله ونوح.   . وهكذا أنتقلت القصة عبرالأقوام الأخرى كالباب*لي*ون والحثيون والآشوريون تعود هذه الألواح  التي فسرها سمث الى الفترة الأكدية العائدة  الى أيام أخضاع الميديين مدينة بابل ، لذلك فهي أصلاً قد كتبت في الألف  الثالث قبل ق . م.  
ويقدر ظهور أولى الممالك في ما بين النهرين الى عام 5150ق.م . والطو*فا*ن قد حدث قبل ذلك التاريخ.     مات سمث وجاء ( شارلس رونالد وولي ) الرجل المؤمن بحقائق الكتاب المقدس ، وهو أبن رجل دين ، والذي ذهب الى جنوب العراق الى أور الكلدانيين في عام 1922 
 وأدار عمليات حفر وتنقيب لمدة 12 سنة كشف النقاب على جزء كبير من العاصمة السابقة أور ، وأكتشف بأن السومريين كانوا متقدمين في علم المعادن وفي فن العمارة وأستخدام الأقواس والقناطر والقباب ، وهي أختراعات لم تظهر ثانيةً خارج ما بين النهرين حتى عهد الرومانيين أي بعد أربعة ألف سنة . كما كشف  قوائم لأسماء ملوك قبل الطو*فا*ن والسلالات الحاكمة العديدة التي تبدأ بعد  الطو*فا*ن ، وأسماء المدن قبل الطو*فا*ن في قائمة وأستنتج بأن التدميرالشامل لجنس البشر كله ليس مشمولاً بالتأكيد ، ولا حتى فناء سكان الدلتا …، ولكن  حدوث دمار كافي كان ممكناً ليمثل نقطة تحول في التاريخ ولتمييز عهد . أقتنع وولي في أنه إذا نقب عميقاً تحت مدينة أور ، فربما يلقي رواسب  الطو*فا*ن وغرينه المنتشر عبر الأراضي حينما غرقت مناطق دلتا نهري دجلة  والفرات . بعد خمسة سنوات من الحفر عمودياً وصل الى المقابر الملكية وأستمر  في خطته بشكل أعمق الى أن وصل الى أوائل مستوطني جنوب العراق . كما وصل  أثناء دراسته لهذه الطبقات الى الدليل المادي على حدوث الفيضان العظيم في  المنطقة ، متمثلاً بعمق عشرة أقدام متصلة من الغرين المحمول بواسطة الماء  وخال من أي شىء من صنع الأنسان . وكان الغرين يغطي منازل ومعابد . أما المساحة التي غطاها الطو*فا*ن فقدرها ب 600 كم طولاً و150 كم عرضاً كما وجد  في السهل الريفي المحيط بالمنطقة أن السُمك الكبير لهذا الراسب المجدب هو دليل على فيضان واسع النطاق  وكان من السهل اليه أن يؤمن بأن هذا العدد  الضخم من السكان قد هلك في حادث واحد وهو الطو*فا*ن المدمر لكنه لم يكن مشمولاً ولا حتى لفناء كل سكان بلاد سومر  بهذا الأكتشاف الكبير لرواسب حقيقية للطو*فا*ن المذكور في الكتاب المقدس ، صعق العالم – رجال دين  وعامة الناس – بهذه الحقيقة ، فأنتشر الخبر مثل النار في الهشيم حول  العالم ، أذ لم تبرز من تحت الرمال مدن الكتاب المقدس المفقودة فحسب ، بل  أكدت أيضاً القصص المذكورة في الكتاب المقدس .  ولعدة عقود أضاف تفسيره  لطبقة الغرين أثباتاً اضافياً بكون العهد القديم مصدراً جديراً بالثقة  للتاريخ البشري ، فقوته في الأقتناع قامت على ح*ما*سته وموهبته في الكتابة  لعموم المواطنين ، أكثر من أستنادها الى الجدل العلمي . وبعد نشره كتابه ( أور الكلدانية ) عام 1929 أصبح الكتاب أكثر الكتب رواجاً بين القراء . هذا هو رأيه في أن الطو*فا*ن وقع في بلاد ما بين النهرين والمناطق المحيطة فقط . لكن نسأل ونقول هل كان هذا الطو*فا*ن الذي ضرب هذه المنطقة هو الطو*فا*ن الذي يعنيه الكتاب المقدس ؟ ر – الأسطورة المصرية :  قال د. كارم .م . عزيز لا يوجد نص مصري واضح عن الطو*فا*ن ، بل هناك أسطورة تتفق في مفهومها العام مع نموذج أسطورة الطو*فا*ن وتسمى بأسطورة ( هلاك البشر ) وملخصها هو أن الإله ( رع ) اله الشمس شعر بأنه صار مسناً ، وأن رعيته من بني البشر يتآمرون على ق*ت*له فأستنجد بآلهة ( حتحور ) التي تسمى ب ( عين رع ) لتقضي على بني البشر . ولكنها بعد أن بدأت عملها عز على ( رع ) ذلك .فدبر طريقة ينقذ بها من بقي من البشر ويخلصهم من بطش هذه الإلهة . وتم له ذلك بمعونة شراب جعة المحبب على قلبها . فأحتست منه حتى ثملت ولم نعِ ماكانت تريد ز – الأسطورة الفارسية : هي أحدى الأساطير الفارسية التي تقول أن ( أهرمن ) كان يحارب ( مثرا ) ويتعقبه بالمكرِ والخديعة ، فارسل مثرا طو*فا*نا على الأرض . فخرقت ولم ينج سوى رجل واحد مع أسرته وبعض الحيوانات في مركب صغير . وقد قام على هذا الرجل بتجديد الحياة على الأرض . كما طهر الأرض بالنار . وتناول مع ملائكته الخبز ، طعام الوداع ، ثم صعد الى السماء . حيث قام بدور المرشد للأبرار كما كان يعينهم على النجاة من حبائل الشيطان . أكتشف  الأثاري هنري رولنسن في بلاد فارس وعلى صخرة ( بي هستن ) جدارية منقوشة فيها بيان لحقائق تنسجم مع روايات الخلق والطو*فا*ن  ن – الأسطورة الأفريقية :  تقول أن كبير الآلهة الوليمب ( ويوسي ) ثرر تدمير الحياة فارسل كوفاناً عارماً لمدة تسعة أيام فنيّ على الجميع ما عدا ( ديكلرن ) وزوجته ( فرحة ) اللذان طافا بسفينة استقرت بهما على جبل ألبرتا . ثم أراد زيوس أن يعيد الحياة فأمر الزوجين أن يقوما برمي الأحجار الصغيرة خلفهما فتحولت الى مخلوقات حية  ل – الأسطورة الهندية:  القبائل الهندية تعتقد أن الطو*فا*ن وقع بسب غضب تنانين الماء التي تحت الأرض . في هذه الأسطورة ، السمكة هي التي حذرت الرجل ( مانو ) وهو الذي نجا من الطو*فا*ن ، وتخبره بأن فيضاناً سوف يبتلع المخلوقات كلها ، وبعدئذ يتم توجيهه ابناء سفينة لتحمله الى الجبل الشمالي ( المقصود هملايا ) . لاحظ وليم جونز في أثناء قرائته أرتباطاً ملتفاً للنظر للكلمات المشتركة وتراكيب نحوية بين اللغات الهندوأوربية والفارسية ، وأن أبن نوح ( يافت ) هاجر بعد الطو*فا*ن الى أرمينيا ، الأرض التي رست فيها السفينة . فهل القصة هي ذاتها ؟ ك – الأسكيمو في آلاسكا : قصة طو*فا*نهم مصحوبة بزلزال ، والذين نجوا كانوا قلة ، هربوا في قوارب ولجأوا الى أعلى قمم الجبال  ط – القصة الصينية : هي من أروع الروايات في قارة آسيا تورد حدوث طو*فا*ن نحو ( 2300) ق.م ورأى آخر أنه حدث في 2297 ق.م بالتحدد . تقول الروايأن الطو*فا*ن حدث بسبب فيضان الأنهار الكبيرة وتوقف جريانها بسبب ارتفاع مياه البحار ولم ينجو أحداً من هذا الطو*فا*ن غير البطل ( فاه . لي ) مع زوجته وأبنائه والحيوانات  و – الأسطورة بحسب القرآن :  تختصر بأنذار نوح لقومه وطال هذا الأنذار 950 سنة ( سورة العنكبوت 14 و15 ) لكن قوم نوح أتهموه بالجنون وهددوه بالرجم لكن الله نجاه وأغرق الجميع ( الشعراء 105 – 122 ) و ( الأعراف 59 – 64 ) و ( يونس71 -73  ) و ( الفرقان 37 ) وهناك سورة كاملة بأسم نوح تتحدث عن أنذار نوح لقومه ليلاً نهاراً ، وعدم استجابتهم له ، بل كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم رغم أنه كان يشجعهم على أطاعة الله لكي يمنحهم المطر والأموال والبنين والبنات ، لكنهم مكروا فأغرقهم الله وأدخلهم النار ( نوح 71 ) . كما يذكر القرآن بأن نوح صنع الفلك بأمر من الله وكان قومه يسخر منه . دخل نوح السفينة مع نفر قليل ، مع أدخال زوجين من الكائنات الحية للفلك . ومجىء الطو*فا*ن . وجفاف الحياة مع استقرار السفينة على جبل جودي وهبوط نوح ومن معه في الفلك ( سورة هود 3 – 48   كما هناك قصص أخرى كثيرة في مجتمعات الشرق الأدنى كبورما وملايو واستراليا وجزر المحيط الهندي ودول اسكندنافية وأسكيمو وعند الهنود الحمر وشعوب المايا وعند اليونان حيث عبر عنها الشاعر أوفيد في ديوانه الشعري  ي – قصة التوراة ( سفر التكوين ) :   من بين حوالي 250 أسطورة في العالم ترتفع قصة الكتاب المقدس وتسمو وتبدو وكأنها رواية حقيقية لشاهد عيان . كتب د. وليام دوسون عنها قائلاً ( لقد فكرت طويلاً أن الرواية في الأصحاحين السابع والثامن من سفر التكوين يمكن فهمهما وكأنها صحيفة معاصرة أو سجل لشاهد عيان استخدمها كاتب سفر التكوين في كتابه  قد يعتقد بعض القراء لقصة الطو*فا*ن في سفر التكوين بأن هناك أخطاء علمية وفلكية وجيولوجية وقعت أثناء كتابة موسى للسفر والقصة . لكن من يقوم بتدقيق المكتوب علمياً فسيجد دليلاً قوياً وحقائق تدل على أن ما كتبه موسى هو موحى من الروح القدس وكما أكد الرسول بولس في ( 2تي 16:3 ) والرسول بطرس في ( 2بط 21:1 ) يجب دراسة الكتاب المقدس علمياً على أن لا يخضع الكتاب للعلم ، بل العلم للكتاب المقدس لأننا نؤمن بكلام الله الموحى للمؤمنين . أما الذين لا يؤمنوا فيفيدهم الكتاب المقدس من الناحية العلمية فقط  نختصر قصة الطو*فا*ن حسب الكتاب المقدس بأنه الطو*فا*ن كان شاملاً أرسله الله بسبب خطيئة بني البشر في أيام نوح ، فجلبت الكارثة الدمار الشامل للأرض كلها عدا عائلة نوح والحيوانات التي أدخلها في الفلك . مصدر المياه التي أغرقت الأرض لم يكن من البحار والمحيطات كما تعتقد الأساطير ، بل من باطن الأرض ، ومن الغيمة التي كانت فوق الجلد . حيث الجلد كان يفصل بين ماءٍ وماءٍ . أي بين تلك الغيمة ومياه البحار . سقط المطر على الأرض 40 يوماً وأربعين ليلة كما أنفجرت ينابيع الغمر العظيم من باطن الأرض ، وانفتحت طاقات السماء ، فتعاظمت المياه فغطت جميع رؤوس الجبال الشامخة التي تحت السماء وأرتفع الماء فوقها بخمسة عشر ذراعاً . مات كل ذي جسد كان يدب على الأرض من الناس والبهائم والطيور وكل زحافات الأرض ، بقي نوح ومن في الفلك فنجو من الهلاك ، وأستقرت السفينة بعد 150 يوماًعلى جبل أراراط الذي يسمى بالآشورية ( أو روراتو ) ، وبعد شهرين ونصف ظهرت رؤوس الجبال . كان نوح يفحص حال المياه بواسطة الطيور ( حمامة والغراب ).
بعد ذلك أمر الله نوحاً بالخروج من الفلك . قد تكون هذه القصة منقولة من التراث السومري عن طريق أبراهيم أو حفيده يعقوب الذي عاش عند خاله لابان عشرون سنة ، لكن يجب أن نعرف الغاية وفق المعنى الذي أدركه واضعوها . نعم نجد تقارب بين القصة السومرية والبابلية وبين التوراتية ، حيث نجد علامات وعناصر مشتركة كثيرة وكأن الروايتان هي من مصدر واحد ، ومع أن العناصر المتشابهة ظاهرة فالمتباينة أكثر وأوضح ، فهناك أختلاف في الأسماء والمواقع وفي شكل السفينة ، فسفينة نوح يقدر طولها ب ( 300) ذراع أي نحو مئة وخمسة وثلاثين متراً ، وعرضها ( خمسين ذراعاً ) أي نحو أثنين وعشرين متراً ونصف المتر . وأرتفاعها ( ثلاثين ذراعاً ) أي نحو ثلاثة عشر متراً ونصف المتر .  وكانت السفينة تتكون من ثلاث طوابق كهيكل سليمان . يقال بأنها كانت بحجم سفينة تايتانيك الكندية.
الرواية البابلية وثنية مادية وخليطة في عدة وجوه ، تعكس مفهوماً للآلهة الوثنية . بينما في قصة العهد القديم فهناك مغزى أدبي وروحي . والله يعمل بين البشر ويكترث للأنسانية لكونه إله رحيم . لهذا نقول للذين يعتقدون بأن رواية الطو*فا*ن في التكوين هي من أساطير الأولين نقلها الى الشعب العبراني ابراهيم  ، بأن القصة حدثت فعلاً وهلك كل كائن حي ، وقد أشار الرب يسوع لهذا الحدث في ( مت 24: 38-39 ) و ( لو 6: 26-27 ) وكذلك الرسول بولس أشار الى الوحي الألهي لنوح وبناء نوح الفلك لخلاص بيته ( عب 7:11 ) كما حدد الرسول بطرس عدد الناجين بثمانية أشخاص ( 2 بط 5:2 ) فالتشكيك في قصة الطو*فا*ن وكما ذكرها التكوين هو تشكيك في أقوال الرب يسوع وروح النبوة عند الكتبة الأطهار.
هل كان طو*فا*ن نوح محلياً كما يعتقد الكثيرين أم كان شاملاً ؟ الكتاب المقدس ذكر لنا عن غاية الطو*فا*ن ، وهي فناء الجنس البشري ومع كل الحيوانات والطيور عدا الموجودة في الفلك . نستدل من هذا أن الطو*فا*ن المقصود في سفر التكوين كان شاملاً .
الى اللقاء في الجزء الثاني والطو*فا*ن الأسطوري الشامل  
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!